عذراً منكِ ستُ النساء
فنحن بلاد تُغتال فيه البراءة
من دمِ الاطفال نخطُ الحضارة
شبابنا تُعلقُ اشلاءهم بالمنارة
والنباح يتعالى لنيل الزعامة
تعرت قدماها كما تعرت اخلاق عِداها
تجري فوق شظايا الزجاج
تسابق العصف واسراب الدخان
تبحث عنهم
تناديهم ان ينتظروها
تتوسل ارواحاً تحلقُ نحو السماء
لا ترحلوا
قد حان وقتُ الغداء..
ليس لها سواهم؟
لمن تُعدُ الخبز في العشاء؟
لمن تشتري الالعاب؟
من يقضي معها عطلة المدارس؟
منها صمتت خجلاً المآذن والكنائس
عُذراً يا ستُ النساء
قد أضحى عراقي بلاد العجائب
فبعد ان كان بلاد الامن والهناء
يأبى اليوم ان يرتوي بغير الدماء
فكل الأرواح فيهِ تُنحر فداء
لأجل من سكنوا جحور الخضراء .