Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

عشية في “أور”

عشية في “أور”
ادب وثقافة - شعر: إيف لوكلير - 1:23 - 05/04/2016 - عدد القراء : 2962

هُنَا تُعَدُّ الأحْدَاثُ
علَى أصَابِع اليدِ الوَاحِدة. أناس
يمرُّون و ينظُرُون إليّ وأنا بمظهر المُسْتَمْتع،
جالسًا لا أفعلُ شيْئًا، رُبّمَا يَحْسُدُونني.
لا يهمُّ أن تحْسبَني وُجُوهُهم
أَحدَ أغْبياء القَرية
لأنَّ ذَلك يَجْري منْ وَراء ظَهْري،
رَائْحةُ التِّبن الأصيلةِ تتسَلَّلُ منْ تحت
باب المِرْآب، وأحْصَيْتُها خلالَ ساعة واحدة،
لم تمرَّ سوى سيارتَين اثنتين.
لا أفعل شيئا. أنا للدِّيكُور،
لنَقُلْ بعُجَالَة، بَيْدَ أَنِّي أعملُ على أنْ أختفِيَ
في الدّيكور. أفعل مثل سامويل
بكيت الذي كان على ما يبدو يحبُّ أن يقضيَ
عشيّاته في الاستماع إلى شَدْو الطُنبر في ضيعته الصَّغِيرة
في انتظار غودو.
في قلب البستان،
كدسٌ هرميٌّ صغيرٌ من بقايا النَّباتات
يُعطِّرُ الجوّ برائحةِ الأرضِ ولبان جاوة الخفيفة.
ثَلاَثُ رنَّاتٍ قَويَّةٍ لمُنبّه السَّيَّارة.
إنها عربةُ بيعِ الحليب والبيض.
أسمعُ صوتَ البائعَة. يُعجبُني أن تكون مُسجّلة
تحت رقم اثنين وثلاثين. لا أعرف
لماذا، لكنِّي أسمعُ جُلجُل الجرسِ الخَفيف
المُعلَّق في أعلى البَوَّابة، إنَّها الرِّيحُ. نُوديَ عليَّ،
والرِّيحُ تحملُني، كما لو أنِّي مُلتزمٌ بموعدٍ هامّ.
مدونات أغسطس
جالسًا عند النافذةِ لتأمُّل
الضَّبَابِ، الجبل المعلّق
– مسافرٌ ثابتٌ مختلطٌ
بهذا التِّبر الأزرقِ، موسيقاي،
تأمُّلي الوحيد. كلّما لمَست
أوتاره، كلما لمست قلمًا،
مسَّت الرِّيحُ الأوتَار،
وستظهرُ الأصواتُ بمُفردهَا على الصَّفْحة،
تَسلْسُلٌ مُوسيقيٌّ فريدٌ في القطعةِ الكبيرَة
باشو الصَّغِير
الدقَّاتُ العَشرُ الصَّافِيَةُ للسَّاعةِ ترنُّ
في المنزِلِ الفَارغِ. القَريةُ مَهْجُورَة.
كلبٌ بَعيدٌ ينبحُ. القصائدُ ليست
كلمات فارغةُ، ولكنَّهَا بالأحْرَى نظّاراتِي،
قدحِي من الأَرُز، قمرِي السّاهر على
عتباتِ المنازلِ. أُعِيد قراءةَ بَاشُو.
وضح القمرُ، أقولُ في نفسِي، الذي أضاءَ فجْأة
ريشتَه، الذي جعل لباسَهُ من وَرقِ الكريستال
يَصْفَرُّ، شبيهٌ بذلك الذي
يضيءُ قراءتي في ليلة بَاشُو.
في بيت ديوجين الكلبي
قبلا، في الحديقة،
امرأةٌ
عجوزٌ ترتدي صدرية زرقاءَ من النايلون
تصرخ ناهرةً كلبها: اذهب للنّوم.
صوت جهوري.
قرويٌّ عجوزٌ له ابتسامةٌ عريضةٌ من وراء
نظارات ضخمة.
له حَوَل و تقريبا
بلا أسنان.
يعرضُ عليَّ كُرسيًّا
منْ قصبٍ.
يقُولُ إنَّ الجوَّ جميلٌ هُنا.
إنَّهُ
المَكانُ المثاليُّ، قالها نازعًا صنْدَلَه،
متأهّبًا ليصير فزّاعة
منصب مهمّ
كنتُ قد فقدت الشمال. اكتشفت من جديدٍ
ريحَهُ، نورَهُ، ماءَهُ، أرضَهُ
المنخفضةَ، على طريق نيوفلوزدريشت،
وأنا أراقبُ، جالسًا عند نافذةِ
منزلهِ العوّامةِ، واحد من الڤيكنغ راقدًا
يغوصُ نظرته الحمراءَ في البيرة
والعرضُ المجانيُّ للبطّ البرّي
في القنواتِ، عندما يتبختَرُ بحيويَّة
على المياهِ، تتساوى مع آلهةِ
التزلّجِ على الماء المشهودة، بيد أنّ خنزيرًا
عجوزًا على السّيراميك، له عينٌ من زجاج،
يرعى إذن قليلا من الأخضر الأبديِّ،
وأنا من أجل شيء من الحياة الأبديّةِ،
كمْ من حياةٍ على الأرضِ أحتاجُ

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

الطقس في بغداد

بغداد
27°
27°
السبت
28°
أحد

استبيان

الافتتاحية