Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

عن أهم تقنيات كتابة الرواية وسر الاحتفاظ بالقارئ: روائيون عرب يكشفون أسباب اختيارهم لصوت الراوي

عن أهم تقنيات كتابة الرواية وسر الاحتفاظ بالقارئ: روائيون عرب يكشفون أسباب اختيارهم لصوت الراوي
ادب وثقافة - 3:11 - 03/09/2015 - عدد القراء : 1725

كيف يقف الكاتب الروائي أمام أول خطوة في كتابة العمل، وهي اختيار الصوت الذي سيكون الأقرب للقارئ، فهو الذي سيحكي ويقدم العمل له، وهو الذي ستكون مهمته الأولى الأمساك بالقارئ والاحتفاظ به حتى النهاية، بعد أن يقرأ أخر صفحة في الرواية، بين الراوي العليم والراوي الذاتي والأصوات المتعددة وغيرها من التقنيات الكتابية، يختار الكاتب الروائي الصوت الأنسب، لكن كيف يصل كل روائي لهذا القرار؟ ولماذا يتخذ تقنية معينة دوناً عن الأخرى؟ هل العمل يفرض عليه هذه التقنية أم أنه من يفرض على العمل التقنية التي تناسبه والأكثر أريحية بالنسبه إليه كمؤلف للعمل؟ شيخة البهاوند من فريق مشروع تكوين للكتابة الإبداعية، وجهت السؤال لستة من أبرز الكتاب العرب للإجابة على السؤال الأهم: كيف تختار صوت الراوي؟ فكانت الإجابات كالتالي:

جنى الحسن: القرار يتعلق بطبيعة العمل ومساحة الشخصيات
أما الروائية اللبنانية جنى الحسن فترى أن «الراوي هو ركيزة أساسية في العمل الأدبي، سواءً في القصّة القصيرة أو الرواية. لقد كنت ميّالة أكثر إلى الكتابة بصوت الراوي الذاتيّ، أيّ الصوت الأوّل، لأنّه يخوّل الكاتب مخاطبة القارئ مباشرة، ويتيح للكاتب أيضًا أن يصبح هذه الشخصية الروائية من داخلها، أيّ أن يتلبّس انفعالاتها ويتكلّم عنها مباشرة كأنّ علاقة الشخصية هنا مع الذاكرة أسهل، أيّ أنّه استحضار للذات الروائية لتصبح ذاتًا فعلية، هذا الاندماج بين الكاتب والشخصية يشعرني على صعيد شخصي بأنّ هذه الشخصية الروائية حيّة، أنّها لم تعد مادة للقصة فحسب، بل باتت أقوى من الكاتب، كأنّها خرجت من هيمنته وفرضت عليه ذاتها لتقول هذا «أنا». الشقّ السلبي في هذا الإطار قد يكون هو نفسه الإيجابي، أيّ أنّ هذا يمكّن شخصية واحدة من الهيمنة على النّص، وهذا ما أردت الابتعاد عنه أحيانًا، فلجأت إلى تعدّد الرواة وإلى الراوي العليم أيّ الصوت الثالث، إذ لا يمكن لشخصية واحدة أساسية تروي أن تكون ملمّة بالشخصيات الأخرى، بل سيكونون انعكاسًا لها وسيصحبون مرويين من وجهة نظرٍ واحدة قد لا تكونهم بالضرورة».وتضيف الحسن «من هنا ألجأ إلى تعدد الرواة وإلى الراوي العليم الذي يلعب دور المحايد الذي يرصد الشخصيات ويحكي عنها كأنّه أخبر بها. القرارات بالنسبة إلى الراوي تتعلّق بطبيعة العمل ومساحة كل شخصية. ربما الراوي العليم أيضًا أشبه باليد الخفية التي لا نراها في مسارح الدمى، ولكنّها تحرّك كلّ شيء. الأمر، إن نظرنا إليه على هذا الشكل، يتعلّق بالسيطرة، سيطرة هذا المجهول على النص، وفي الوقت نفسه محاولته أن يبقى محايدًا. لذا بالنسبة لي الراوي العليم أيضًا آسر وهو تجربة أرغب بخوضها في نصّ روائي كامل، وهذا ما لم أقم به بعد. كنت أجدني دائمًا أكثر انجذابًا إلى الداخل وباطن الشخصيات وهذا ما أحاول كسره في عملي المقبل.وأشير هنا إلى أنّني مسحورة تحديدًا بالكاتب الأمريكي فيليب روث، الذي تمكّن من إقحام شخصية ناثان زوكرمان في كتاباتٍ كثيرة له كراوٍ وشخصية حاضرة أيضًا في الأعمال، وأحيانًا شخصية رئيسية. ويعتبر زوكرمان «الأنا الأخرى» لروث أو لا وعيه. بالنسبة لي، لقد تمكّن روث من تحويل زوكرمان إلى أكثر من شخصية روائية، لقد أصبح بمثابة كاتب متخيّل في حيلة أدبية مبتكرة. لقد أثبت أنّ الراوي ليس مجرّد قاصّ، بل شخصية حيّة بدوره».
إبراهيم نصرالله: لا شيء يخيفني مثل التكرار
ويبين الكاتب الفلسطيني إبراهيم نصرالله حول التنوع في اختيار صوت الراوي «لقد قلت مرة، إنني حاولت ما استطعت أن أذهب إلى كل كتاب جديد كما لو أنه الكتاب الأول، وبهذه المحاولة، التي يمكن أن نقول (الانفصالية)، يتخلق الوعي المتجدد بطبيعة الكتابة ومهماتها. فلا شيء يخيفني مثل التكرار، ولقد أحسست دائما بأنه من الظلم للنفس أن نتكرر في عمر قصير إلى هذا الحدّ. من هنا، رأيت أن الشكل الجديد، والسرد الجديد، للعمل الجديد، وعي بمضمونه الجديد، لأن إدراكنا لما هو فني لا ينفصل أبدا عن إدراكنا لما هو إنساني أو فكري، فالسرد في العمل الروائي هو العمود الفقري لدواخل الشخصيات ومساحاتها الفعلية /الفاعلة في النص المكتوب عنها، إنه منسوب حضورها أو غيابها. ولذا يتوجّب علينا أن نبحث عن شكل، وسرد يليقان بكل فئة وبزمنها النفسي والإنساني كلما أردنا الذهاب نحو مشروع جديد، إلا إذا كنا نكتب في كل مرة عن الشخص ذاته، في المواقف ذاتها، في العمر ذاته والمكان ذاته.
ولقد رأيت في البحث عن أشكال جديدة، والسرد أحد مكوناتها، مسألة لا بد منها، إذ لا يعقل أن يكتب روائي، ما، كل رواياته بشكل واحد، أو بسرد واحد، فذلك أشبه ما يكون بالمهندس الذي كلما جاءه أحدهم يطلب مخططا لبيت ناوله نسخة جاهزة كان أنجزها لشخص قبْله! وسيعطيها لشخص بعده! أو كالمخرج السينمائي الذي يصور كل أفلامه في مكان واحد وطقس واحد وبالملابس نفسها!».ويضيف حول تجربته الشخصية «في (براري الحُمَّى) روايتي الأولى، كانت هناك أربعة أصوات ساردة منذ الصفحات العشر الأولى: المتكلم، المخاطب، والغائب، والراوي العليم أيضا، وحتى الآن، يقول النقاد إنها المرة الأولى التي يذهب فيها السرد إلى هذا الحد، ولذا فوجئ النقد بهذا كثيرا، وحتى اليوم يكتبون عن هذه المسألة، خاصة في الغرب؛ وفي رواية «حارس المدينة الضائعة» يتبادل الراوي العليم الحوار مع بطل الرواية (الراوي الذاتي) في لعبة كانت ممتعة بالنسبة لي للغاية، فهي تشبه تبادل الكرة في لعبة كرة القدم، وفي «شرفة رجل الثلج» يتم سرد الأحداث نفسها، تقريبا، بشكلين. في القسم الأول يرويها الراوي العليم، ثم يعود فيرويها الراوي الذاتي ساخرا من الراوي العليم. وهناك روايات كانت تتعدد فيها الأصوات، مثل: «أعراس آمنة»، «شرفة الهاوية». في الحقيقة المحدد هو التنوع الملائم لطروحات وشكل ومناخات النفس في كل رواية من هذه الروايات».
سنان أنطون: أنا متحيز للراوي الذاتي
ويرى الكاتب العراقي سنان أنطون أن «اختيار صوت الراوي/ة وتحديد المسافة بينه وبين الشخصيات الأخرى والعالم الذي يصفه، أو تصفه، اختيار في غاية الأهميّة. إن صوت الراوي هو أول ما يجتذبني شخصيّاً كقارئ وهو في مقدمة أولوياتي ككاتب. قد أكون متحيزاً لصوت الراوي الذاتي الذي استخدمته معظم الوقت في نصوصي. لست ميّالاً شخصياً للراوي العليم، لكن هذا قد يعود لطبيعة المواضيع التي تتمحور حولها الروايات التي كتبتها حتى الآن والشخصيات الرئيسية فيها. وهي تتعلّق بمحنة فرد، أو أفراد، يعيشون في حيز اجتماعي أو مرحلة تاريخية عنيفة وحزينة لا يجدون فيها الحد الأدنى من الاستقرار أو السلام الداخلي ولا الخارجي. وينعكس العنف السياسي والاجتماعي على ذواتهم (السجن والدكتاتورية والتعذيب في «إعجام»، أهوال الحرب الأهلية والطائفية والموت المجّاني في «وحدها شجرة الرمّان» والطائفية وصراع الأجيال في «يا مريم»). ويضيف أنطون حول مميزات الراوي الذاتي بأن «الصوت الذاتي يتيح لي أقصى قدر من الحميميّة وحتى التماهي مع الشخصيّة ككاتب، وهو مصدر لذة وعذاب في الوقت ذاته. الرواية كفضاء فني تسمح لي أن أتقمص ذوات أخرى وأن أعيش حيوات أخرى. كما أن الصوت الذاتي يسمح بالتعمّق في نفسيّة الشخصيّة وأبعادها، إلى درجة قد لا ينجح في إنجازها الراوي العليم دائماً، بالنسبة لي على الأقل. الصوت الذاتي يترجم الألم الشخصي ويوصله إلى النص بأمانة.وقد يكون لابتعادي عن الراوي العليم سبب آخر يتعلق بنظرتي إلى علاقة اللغة بالحقيقة. وتشكيكي بأسطورة الموضوعية المطلقة وإمكانية وجود راو عليم أصلاً. فحتى الراوي العليم لديه «أجندته» وهو يناور ويخفي عن القارئ الكثير مما يعلمه ولا يدرك أن هناك ما لا يعلمه. لعلني عقّدت الموضوع أكثر مما يجب! لكن هذا لا يعني أنّني ضد الراوي العليم. كلا بالطبع. ولا بد من الإشارة إلى أهميّة النبرة التي يستخدمها الراوي، مهما كان جنسه. بقي أن أقول إن كل هذه الخيارات ليست جاهزة قبل الكتابة. فأنا أختارها لاحقاً، بعد أن أكون قد دخلت عالم الرواية وتعرفت على تضاريسها وفكّرت في الراوي الرئيسي. وعندها يأتي خيار الصوت بشكل طبيعي».
بدر السماري: هناك فرق بين صوت الراوي والصوت السردي
يوضح الكاتب السعودي بدر السماري أهمية صوت الراوي بقوله «هو أحد القرارات المهمة التي يجب على الروائي حسم أمرها قبل أو مع بداية كتابة المادة الأساسية للنص السردي، صوت الراوي وإيقاع السرد والصوت السردي، وبشكل أكبر البناء الهندسي للرواية.. نعم، هناك فرق بين صوت الراوي والصوت السردي، إذ أن الصوت السردي يتعلق بالمتلقي أو المروي له، وكيف يتم القص أو سرد الحكاية.. هل يتم بصوت هامس حميمي، أم صوت غاضب أو صوت مرتفع، ساخر، صاخب، لا مبال.. إلخ. كل هذه الأصوات السردية تختلف بالطبع، ومن المهم على الروائي أن يكون واعياً بنصه السردي، ماذا يود أن يقول؟ ما هو الصوت السردي الملائم؟ وكذلك؛ ما هو صوت الراوي المتماهي مع نصه؟ بل أيضاً كيف يرغب في بناء معماره الهندسي؟»ويجيب عن ذلك مردفاً «المسألة تكاملية من جميع العناصر، وشخصياً أختار صوت الراوي حسب طبيعة النص، الأمر يتطلب دراسة كافة العناصر، لا أبالغ إن قلت مثل المخطط الهندسي، وعناصره هي بمثابة «كود البناء». شخصياً، كتبتُ بصوت الراوي العليم، وجربت الكتابة بضمير المخاطب، وكذلك صوت الراوي الذاتي أو ضمير المتكلم.. كما مزجت في تجاربي أكثر من صوت، لكني متأكد أنني حين قررت اختيار صوت الراوي، لم أختر بسبب أن هذا الصوت أقرب لي من الصوت الآخر، بل اخترت صوت الراوي بناء على حاجة النص ومعماره الهندسي. في رواية «ارتياب» الأخيرة، مزجت في القسم الأول صوت الراوي العليم مع صوت ضمير المخاطب، وكانت الحالة تتطلب ذلك للتأكيد ونقل إحساس الارتياب والشك للقارئ، حتى تبين للقارئ في القسم الثاني أن الراوي لم يكن عليماً، وتحول الصوت ليمزج ضمير المتكلم بضمير المخاطب. ضمير المتكلم بالطبع يتيح للراوي سرد ما يجول في داخل النفس البشرية، من دون تكلف، وهذا لا يتيحه ضمير المخاطب، وفي الجهة الأخرى، صوت الراوي العليم يلائم الصورة البانورامية للنص، صورة كلية تكاملية.. وبالطبع لا يوجد صوت أفضل من آخر، بل يوجد صوت مناسب لنص دون غيره.. هكذا أرى الأمر».
حمور زيادة : أشعر بحرية السرد مع الراوي العليم
يرى الكاتب السوداني حمور زيادة «اننا نعيش في زمن الراوي الذاتي. الذي يُعرف باسم الراوي الأول. أغلب الكتّاب، لا سيما الشباب، يكتبون الرواية بصوت الأنا. هذا يعطي كما يبدو مساحة من الحكم على الأشياء، كل الأشياء، وعرض أعماق الشخصية. كما أنه عند بعضهم يعطي مساحة لطرح رؤى خاصة بهم عن الحياة. أصبح هذا مشتهراً لدرجة أنه قيل إن الراوي العليم أصبح أسلوباً كلاسيكياً قديماً، لكنني أميل لهذا الكلاسيكي وأعتبره مريحاً. حتى الآن، في تجربتي القصيرة، في كتابة القصة والرواية، لم أستخدم الراوي الذاتي إلا بشكل محدود. لا أميل له ولا يشعرني بحرية السرد مثل الراوي العليم. ربما أفعل ذلك لأني مهووسٌ بالحكايا. الراوي العليم يشعرك بشكل ما أنك عجوز يمضغ التبغ، يجلس متكئاً على عصاه، ويحكي لمن حوله الحكايات. يحكي من الخارج. من أعلى. كل شخوص الحكايا وأحداثها مفرودة أمامه على قماشة السرد. يحركها كيفما يشاء. ويدفع بها لمركز اهتمام المستمع/ القارئ، أو يداريها على هامش القماشة». يميز زيادة هذه التقنية بأنها «في الراوي العليم أميل لأسلوب محدد، فيه شيء من التقييد لكني أحبه. هو الراوي الذي يمتزج وعيه بوعي الشخوص وعالم الحكاية. فإذا كانت الراوية تاريخية يكون صوت السارد العليم متوافقاً بقدر الإمكان مع الفترة التاريخية للحكاية، إذا كان فضاء الرواية قرية فإن صوت السارد العليم يجب أن يكون قروياً يحكي كما كان أي قروي من شخوص الرواية سيحكي من منظوره كراو ذاتي.
أميل دائماً لتضييق الهوة بين صوت السارد العليم وأحداث وشخوص الرواية. فيظهر مؤمناً بما يؤمنون به. يفكر مثلهم. يتكلم بلغتهم بقدر الإمكان. فأنا لا أستخدم الراوي العليم لأحاكم شخوص رواياتي. إنما ليقدمهم للقارئ في بناء متجانس. هذا اختياري الشخصي العام في ما أكتب. لكن بالتأكيد فإن هذا الاختيار يؤثر ويتأثر ببعض المواضيع وكيفية طرحها. لذلك فمن الممكن أن أجرب الكتابة يوماً ما، لعله قريب بلسان السارد الذاتي. كما أنني أستمتع بكتابات كثيرة لعدد من الروائيين كتبوها بلسان الراوي الأول. فإن تستمتع بما يقدمه غيرك وفق اختياراتهم شيء، وأن تختار لنفسك طريقة لتقديم عملك شيء آخر».
تاج السر: أميل للراوي الذاتي لمنع ترهل العمل
امير تاج السر الروائي السوداني الشهير يجيب «لقد استخدمت كلا الصوتين، صوت الراوي العليم، الذي يصف الأحداث والشخصيات جميعها، وصوت الراوي الذاتي الذي يصف الأحداث التي يكون موجودًا فيها والشخصيات التي من حوله، وأيضا يستخدم أصواتا أخرى لسرد ما لا يعرفه، وقد لاحظت أنني غالبا ما أستخدم صوت الراوي العليم في تلك الروايات المتشابكة الأحداث وذات البعد الأسطوري، وتلك التي تحتاج لثقافة خاصة ربما لا يملكها البطل السارد إن سلمته زمام رواية الأحداث، كما حدث في رواية: «مهر الصياح»، قصة ابن صانع الطبول الذي تدرج في جميع مراحل القهر السلطوي قبل أن يقترب من السلطة، هذه كانت رواية صعبة، وكثيفة الأحداث ورأيت أن أمنحها لراوٍ عليم كي يرويها. كذلك رواية «إيبولا 76» التي تتحدث عن فيروس وعدوى وأعراض لمرض قاتل، وكان لويس نوا، بطل القصة، بلا ثقافة تمكنه من رواية الأحداث. كذلك أعطي الراوي العليم، تلك الروايات التي فيها رؤى لي شخصيا، أريد أن أوصلها، أو تعليقات على أحداث سياسية واقتصادية، أردت أن أرويها، مثل رواية «تعاطف» التي علقت فيها على ثورات الربيع العربي.
أما في ما يخص ما يفضله تاج السر فيقول «بالنسبة للراوي الذاتي، فهذا هو الذي أميل إلى استخدامه أكثر، وأرتاح كثيرًا في التعامل معه، ورأيي أنه يلمُّ العمل ويمنع ترهله، ودائما ما أستخدمه في روايات يكون أبطالها واعين بما يحيط بهم ومستعدّين لرواية الأحداث بلا مشاكل، وقد نجح استخدامه بصورة عامة في كل الروايات التي استخدمته فيها، مثل «صائد اليرقات» و»العطر الفرنسي» و»366»، و»طقس»، وحتى «أرض السودان» التي كانت تروى بلسان بطل إنكليزي، وعلق بعض القراء بأنهم يحسون بأن الرواية مترجمة، وهذا ما قصدته فعلا. مشكلتي الوحيدة مع هذا الراوي، هو أنني أحس أحيانا أن اللغة التي أستخدمها في النص، ربما أعلى من مستوى تفكيره، وهكذا أحاول أن أوازن ولا أستخدم لغة عالية جدا، بحيث يقال إن الراوي الذاتي ليس من المفترض أن يكون ملمًّا بها، ومن التوازنات التي أضعها، وجود شخصية وسيطة أو شخصية شارحة للغة في سياق النص، مثل استخدام الإنترنت لعلي جرجار، عامل الصيانة البسيط، في وجود أيمن المتخصص في الإنترنت، الذي يتولى تسهيل المهمة. وفي روايتي: «توترات القبطي»، التي أعتبرها من الروايات الملحمية الصعبة، استخدمت الراوي الذاتي، واستعنت برواة آخرين يخبرونه بالأشياء التي لا يكون طرفا فيها، عموما أنا لست من الكتَّاب الذين يخططون لنصوصهم، وبذلك متى ما أتى نص ما، أتركه يمضي بالراوي الذي خطر ببالي ساعة ورود الفكرة، ولم يحدث أن غيَّرت رواية النص من راو لراو بعد كتابة جزء فيه، قط».

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
34°
36°
Fri
37°
Sat
الافتتاحية