من كل عملية الاصلاح التي بدأت في خطوات -قيل حولها الكثير- وصفها الجميع بانها تقشفية وجاءت على شكل حزم سيتم التمهيد لها بتصريحات مثيرة اخذ يترقبها المواطن، ولكن لم يلمس آثارها الحقيقية على الارض. وسوف لن يلمسها، لأنها لن تلامس جوهر الاصلاح، فهناك فرق كبير بين الاصلاح وبين اجراءات هدفها ترشيد الانفاق، بدلالة ان ما قامت به الحكومة من اجراءات اقتصادية مست المواطن بالصميم وقضمت من حقوقه وخرج بتظاهرات كبيرة ضد اجراءات بعينها ،لانها اذا طالب بالاصلاح في مسار معين قفزت الحكومة الى مسار اخر، فمشكلة المواطن كانت في الجانب الخدمي ولاسيما في الكهرباء ،فلم تعمل الحكومة شيئاً في هذا الجانب بل ذهب البرلمان ابعد من ذلك بتجديد الثقة بالمسؤولين فيها وبقي المواطن ينتظر ربما هناك حل جذري سيأتي بقوة من داخل مفاصل عملية الاصلاح، ولكن مر الشهر تلو الاخر والجميع يردد شعار الاصلاح ومكافحة الفساد، ولكن من دون اثر واضح او خطة عملية او رؤية تعالج الامور ،ولا يظن المواطن ان قابل الايام سيأتي بجديد ،لان الزخم الذي حصل عليه القائمون في عملية الاصلاح من تفويض شعبي وسياسي وبرلماني وفي مقدمة كل ذلك دعم المرجعية الدينية العليا ،هذا الزخم أخذ بالتضاؤل حتى وصل الامر الى ان تعبر المرجعية العليا عن اسفها لعدم تحقيق اصلاحات حقيقية وجذرية طوال عام كامل لذلك عندما يظهر البعض ويقول ان اثار مكافحة الفساد ستظهر في الاشهر المقبلة فان ذلك يعد من التصريحات التي لا تستند الى اسس عملية وواقعية، فالمطلوب هو اثار عملية وليس اثاراً لفظية تعيد وتكرر نفسها مراراً حتى اصبح المواطن لا يلتفت اليها، لانه يسمع بصرفيات مذهلة وفلكية ، في خضم هذا التقشف ، وكأنه تقشف على المواطن فقط ، لذلك على الجميع ان يسارع للعمل من اجل الاصلاح وتحقيقه مادام هناك فسحة باقية من دعم شعبي.