اصداء..اسلوب مكافحة

بناء الدولة والدعوة لارسائها على اسس صحيحة ،يتضح ذلك من اسلوب العمل المؤدي لهذا البناء، والمنهج المتبع، والعقل المفكر، الذي يعطي الخطط للنهوض بالواقع، وقد طالب الشعب بمحاربة الفساد ،ودعت كل الجهات الرسمية والشعبية والدينية الى مكافحة الفساد، الذي يعد المرض الذي اصاب مؤسسات الدولة ،وجعلها لا تقوى على القيام بواجباتها، وتم اهدار الاموال وسرقتها عن طريق اساليب متعددة ،ولعل ابرز ما سجله المواطن على اسلوب مكافحة الفساد هو كثرة التصريحات والدعوات والصخب ،ولكن من دون نتيجة والجميع يطالب بمحاربة الفساد وكل مسؤول يدعو الى ذلك في كل المفاصل ،حتى اصبح الفساد حالة مستعصية يقترب منها البعض ويبتعد البعض الاخر، فاين ذهبت الاموال؟ وما هذه الحملة الكبرى على محاربة الفساد اذا كانت كل المؤسسات تدعي عدم اصابتها بهذا المرض الخطير والمعدي، ثم هل توجد ارادة حقيقية لمحاربة الفساد؟ وكيف تكون هذه الارادة؟التي لا يرى فيها المواطن سوى استقواء عليه  فعندما تريد الحكومة شيئا من المواطن تسارع الى اخذه منه ،وعندما يكون للمواطن شيء لدى الحكومة لا تعطيه له، بدلالة استقطاع الاموال والضرائب فهي اسرع من البرق ،في حين ان حقوق الفلاحين والمزارعين والمواطن في البطاقة التموينية وغيرها لا تعطي الا بعد جهد جهيد ولوعة ،ثم ان هناك اخطاء وسلبيات ومظاهر فساد ترى البعض يسوغها او يشرعنها لنفسه ولا يرتضيها لغيره وينقدها مع انه يقوم بالعمل نفسه والاساليب نفسها وهذا غير مقبول وينم عن ازدواجية في المفهوم والادراك، لذلك فالفساد متين وله اثاره التي يعرفها الناس وقد تنقصهم الادلة التي تدين اطراف الفساد غير ان مظاهر الفساد ستكون اكبر ادانة، وهذا ما اكدت عليه المرجعية الرشيدة  التي دعت ولازالت تدعو الى ضرورة محاربة الفساد وضرب رؤوس الفاسدين وعدم التهاون بهذا الملف ،اما القفز من مجال الى اخر من دون تحقيق نتائج ملموسة فهذا سوف لن يخدم احداً.ثم ان الشعب ضحى واعطى ابناءه في سبيل الوطن ، ولكن خيرات العراق الجديد ذهبت لبطون الفاسدين وبقيت العوائل المحرومة وعوائل الشهداء وعوائل الحشد الشعبي من دون رعاية ،وبقيت الكفاءات المخلصة مبعدة

blog comments powered by Disqus