اصداء..الأمن العائلي

تعد العائلة أو الأسرة نواة المجتمع ، واستقرارها استقرار له ،وضعفها ضعف له. ولعل أولوية الإصلاح يكمن في توفير الحياة الرغيدة للعائلة بمختلف مستوياتها ،حتى يكون المجتمع سليماً وحيوياً ، غير أن هذه العائلة تم استهداف جوهر وجودها وهو الأمن ، فأصبح هناك نوع من فقدان الأمن العائلي . فقد توالت عليها الأحداث والتحديات والإجراءات التي مستها وضعفت وجودها ،فعندما لا يتمكن الاب من توفير الحاجيات الضرورية لإفراد أسرته ، لعوز مادي ، وعندما لا تستطيع الأم توفير البيئة لأبنائها بسبب المشاكل الناتجة عن ضغط الحياة ومتطلباتها ، وعندما لا يستطيع الابن أن يجد تعليماً جيداً وتغذية جيدة ، وأماكن صحية لقضاء وقت الفراغ . وكذلك البنت، فان الأمن العائلي يكون مهدداً، وهذا تتحمله الدولة، لأنها لم توفر الحياة الآمنة للمجتمع ،سواء أكان أمناً اقتصادياً أو اجتماعياً ،فالكثير من الموظفين ازدادت عليهم أعباء الحياة بسبب الاستقطاعات والرسوم المفروضة، ناهيك عن انعدام الخدمات التي يذهب المواطن للبحث عنها في القطاع الخاص، فتعرضت الطبقة الوسطى إلى ضغوطات كبيرة ، أدى إلى أن تضعضعها فضعف الاقتصاد ، لأنها هي المحركة لعجلة التقدم والحركة الاقتصادية ، وكل هذه الطبقة هي من أصحاب الدخل المحدود من الموظفين ومختلف المهن الأخرى ، فأصبحوا عرضة لتحايل إجراءات سحقت الشيء الكثير من حقوقهم . كما أن هناك الكثير من الأسر ذهب معيلوها إلى جبهات القتال ضد داعش واستشهدوا ففقدت العائلة معيلها ، ولم تمتد لها يد المساعدة وإعطاء الحقوق ، فهذا الكيان قد تدمر وأصابه الانهيار، فأصبح مصدر قوت العائلة مهددا ، سواء أكان من يتقاضى راتباً أم الذين يعملون في المهن الحرة فكلاهما يحرك الآخر، وعندما يتهدد الأمن العائلي يضعف المجتمع وتكثر فيه اللامبالاة والخوف وانعدام الثقة ، ويصبح المجتمع في تراجع مخيف ، و من هنا لابد من الاهتمام بالأسرة وتوفير كل وسائل الحياة الحرة الكريمة لها وتخفيف الأعباء عن كاهل المواطن وعدم الضغط عليه . لأنه تحمل كثيراً ، ويريد عملاً يبعث الطمأنينة في نفسه ويعطيه آمناً ينطلق به بقوة إلى الأمام .

blog comments powered by Disqus