بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
من المؤكد ان الماديات هي من تسير معيشة الناس، وتأخذ الدول بوضع الستراتيجيات بعيدة الامد وقصيرته ومتوسطته من اجل توفير البيئة الملائمة لشعوبها ،غير انها لن تنسى الجانب المعنوي في بناء مجتمعاتها، فالعناية بالفكر ونشر الثقافة واشاعة المثل والاخلاق تعد من اهم مرتكزات البناء، بل ان الحياة تقوم على الجانب المعنوي اكثر من المادي، فالبلدان التي تجري وراء البناء المادي وتحول الانسان الى آلة عاملة وتحول حياته الى عمل هدفه الوحيد الجري وراء المال فتأخذ منه وتعطيه وعدم الاكتراث بالشق الاخر للحياة، فمثل هذه البلدان هي في حقيقتها منخورة من الداخل واواصر تماسكها متقطعة مع انفصال لكل الروابط والعلائق الاجتماعية والدينية، فيصبح الفرد في محيط كله منهمكا في كيفية جني المال وتوفير لقمة العيش من دون الاهتمام بمتطلبات بنائه الاخرى، فمثلما يعلم الجميع ان اعداء كل دولة يعملون على تقويض بنائها الفكري من خلال استهداف الانسان فهم عندما يحاربونها اقتصادياً او يعملون على تقويض الامن الداخلي فانما يريدون التأثير على فكر الانسان وتحويل مسار عقله من التمسك بالمبادئ والقيم العليا للمجتمع بجميع خصائص الانسانية الى مسار كيفية تدبير معيشته وحماية أمنه ،بمعنى الجري وراء معارك تشغله عن بناء ثقافته وتحصين البناء الوطني وتقوية روابط النسيج الاجتماعي فكل امة محصنة ثقافياً وفكريا لايستطيع العدو ان يخترقها وكلما ابتعدت عن بناء الانسان وثقافته فانها تسهل للعدو اختراقها وتدميرها ،لذلك نجد هذا الكم الهائل من وسائل الاعلام ودور النشر وكل قنوات التواصل الثقافي مسخرة للتوجيه من خلال الضخ الهائل لوسائل لاشغال الانسان عن بناء انسانيته وتجريده من الخصائص والصفات الانسانية في سعي متواصل ومحموم لقتل نفسية وروحية مواطني الشعوب المتمسكة بدينها وقيمها، ومن هنا لابد من السعي الجاد لبناء الانسان وثقافته ونشر الافكار والقيم لبناء مجتمع سليم قادر على الوقوف بوجه التحديات.
