يعد الإطار العام الذي تبنى عليه العراق الجديد من ابرز معالم الديمقراطية في تاريخ العراق والمنطقة ،من حيث التعددية ،وحرية التعبير ،والنظام السياسي القائم على الانتخابات، وحرية الاختيار والتداول السلمي للسلطة . ونظام برلماني يمثل جميع أطياف الشعب العراقي، ناهيك عن مجالس المحافظات وماتمثله من إرادة الاختيار وحرية التمثيل وتشكيل الحكومات المحلية ،كل هذا البناء واجه اعتى هجمة وحشية عرفها العالم ،والمتمثلة بعصابات داعش الإرهابية بمختلف مسمياتها واقنعتها . حتى أن العالم اجمع أكد واعترف أن العراق يتعرض إلى عدوان شرس يتطلب دعم العراق ومساعدته ،مما اضطر دول العالم أن تشكل تحالفاً عالمياً لمحاربة داعش الإرهابية ،في حين أن العراق كان يحارب لوحده والعالم يتفرج، ومع ذلك استمر في البناء والعطاء ودافع بقوة عن بنيانه الجديد وعمليته الديمقراطية ،يُزاد على ذلك التركة الثقيلة التي ورثها من النظام الدكتاتوري المباد ،سواء على مستوى البنى التحتية أو الأفكار والسلوكيات والمواقف الخارجية ،لذلك فمن الإنصاف الإشادة والدعم بالقوى السياسية التي تصدت للمسؤولية واستطاعت أن تسير بالبلد إلى الأمام ،لان الأعداء استخدموا أبشع الأساليب الدموية والإعلامية لقتل وتشويه العراق الجديد ورجالاته ،الذين ضحوا في سبيل الإنسان والوطن ،ولازالت الماكنة الإعلامية المعادية تعمل على الإساءة للتجربة العراقية باستهداف الرموز الوطنية . ولابد من الصبر والاستمرار في مواجهة التحديات ،ومثلما انتصر العراق في كل التحديات سوف ينتصر ويتجاوز الأزمة المالية ،والقوى السياسية المؤمنة بالعراق الجديد مدركة لمسؤولياتها الوطنية ،وقادرة على صياغة الرؤية التي من خلالها توضع الخطط للسير بالبلد إلى بر الأمان . والمواطن العراقي بالرغم من كل ذلك لم ينقم على العراق وتجربته الرائدة ،وإنما لديه ملاحظات على تفاصيل البناء ،التي بلا شك فيها بعض السلبيات في الأداء ولكن الإطار العام يدافع عنه العراقيون وهم مؤمنون به . فانبثاق السلطات الثلاث (التشريعية والتنفيذية والقضائية ) من البناء العام للبلد تمثل تفاصيله، فإذا حدث ضعف في أحدى السلطات لا يعني أن النظام سيء أو ضعيف . وإنما الضعف يتم تشخيصه في مكانه . وهذا ما يدركه المواطن ،فيفصل بين البناء العام والتفاصيل . ومن هنا استطاع المواطن أن يدحر كل من حاول أو يحاول أن يخلط بين الاثنين لضرب التجربة العراقية الرائدة في الصميم ، وسوف ينتصر العراق بفعل ذكاء وإرادة شعبه القوية .ومن هنا لابد من الارتقاء بتفاصيل البناء بما ينسجم مع المفاهيم الأصيلة والنبيلة التي يحملها العراق الجديد .