دخول أي قوات أجنبية إلى العراق من دون علم وتنسيق مع الحكومة العراقية يعد انتهاكاً صارخاً لسيادة البلاد . من المنطقي على وفق الأعراف الدولية أن يواجه بكل الوسائل التي تعبر عن الرفض والاستنكار . يضاف إلى ذلك أن القوات العراقية وأبطال الحشد الشعبي قادرون على هزيمة عصابات داعش الإرهابية ، وقد أثبت أبطال العراق ذلك بأدلة ملموسة وواقعية على الأرض من خلال الانتصارات الكبيرة التي تم تحقيقها في أكثر من منطقة كانت تسيطر عليها عصابات داعش ولكن استطاعت القوات العراقية تحريرها ، وهي تحث الخطى لتحرير ما تبقى من تلك الأراضي في حين كانت تقديرات التقارير الأجنبية ومخابراتها تشير إلى أن تلك الأراضي تتطلب سنوات لتحريرها . ويبدو أن الانتصارات العراقية قد أذهلتهم فأرادوا أن يصادروها أو يفتعلوا الأزمات والمشاكل للتأثير عليها . فلماذا هذا التوقيت ، وفي مثل هذه الأوقات التي يحرز فيه العراق تقدماً مذهلاً على الأرض ، ولم يبق سوى أيام قلائل لتحرير كامل محافظة الانبار آخر معاقل الإرهابيين قبل الانطلاق إلى تحرير مدينة الموصل التي تم محاصرتها وإعداد الخطط الكفيلة لتحريرها ؟
وبعد أن تلقت عصابات داعش ضربات موجعة في العراق وسوريا وباتت نهايتها قريبة لاسيّما بعد أن استنفر العالم كل قواته لمحاربتها بعد اعتداءات باريس اخذت بعض الدول تحاول افتعال المشاكل مما اثار الاستغراب ،إن دخول القوات التركية إلى الأراضي العراقية ويعد انتهاكاً صارخاً لمبدأ حسن الجوار ، وخرقاً للسيادة العراقية ، الذي وصل الأمر بتركيا أن تسقط طائرة دولة أخرى لمجرد ادعاء إنها خرقت السيادة لثوان معدودة ، فكيف يتعامل العراق مع هذا الانتهاك ، والأعراف الدولية تبيح للعراق استخدام كل الوسائل للحفاظ على سيادته ثم أن على مجلس الأمن أن يدين هذا الانتهاك ، لأنه جاء من قوات ليس لها علاقة بالتحالف الدولي وتواجدها لم يكن عن تنسيق مسبق ، وعلى كل الفعاليات الرسمية وغير الرسمية أن تعبر عن رفضها القاطع للتدخل السافر الذي لم يراع أبسط المعايير الدولية وأدبيات حسن الجوار الدولية .