ما يحدث من خروقات امنية في بغداد وبعض المناطق ومنها محافظة ديالى يؤشر على ان الملف الامني بحاجة الى اعادة نظر في بعض مفاصله ،ولاسيما في داخل المدن وتفرعاتها ،فلعل من المسلمات التحليلية ان يذهب البعض الى وجود خلايا نائمة عملت على احداث التفجيرات ،وهذا في طبيعته امر حتمي ولكن اين كانت الاجهزة الامنية عن هذه الخلايا، واين الجهد الاستخباري والمتابعة؟ فعندما تخوض القوات الامنية حربا ضد عصابات داعش الارهابية وتحرر المدن المغتصبة، فمن المنطقي جدا ان تقوم الاجهزة الامنية الاخرى المعنية بتأمين الجبهة الداخلية بجهد امني كبير، فهي بمثابة الظهر الذي تستند عليه القوات الامنية المكلفة بتحرير المدن ،واي خلل امني قد يؤثر على الاداء ،ثم ذلك التهافت المثير في التصريحات المتناقضة والتي اربكت المواطن، والاجرءات الامنية التي اعقبتها ،وكأن الامر يدل على غياب المعلومة الاستخباراتية ،وكان من المفترض التعامل مع الاحداث بواقعية حدوثها والبحث عن الاسباب والمسببات ومحاسبة المقصر، وليس التحليل السطحي الذي يفسر حدوث العملية الارهابية ويصفها ،وهذا امر غير مقبول من جهات أمنية ،بل تعقد الاجتماعات الداخلية لتحليل الاسباب بفكر امني ،وتفعيل الاجراءات التي توصل المعلومة الدالة على الخلايا ،وتطويق اماكن تواجدها، ومن ثم القضاء عليها ،فقيام العدو باستخدام سيارة مفخخة واربعة من الانتحاريين للقيام بهجوم أرهابي دليل على ان العملية مخطط لها ،وهذا ما يجب على القوات الامنية معرفته ومتابعته وتحليله، لمعرفة كيفية وصول الاحزمة الناسفة والانتحاريين وتفخيخ السيارة وايصالها الى قلب العاصمة، ومن هنا فالتعاون امر ضروري بين جميع الاجهزة الامنية وبين المواطن الذي كان واعياً ووقف سدا منيعا بوجه كل المحاولات التي حاولت ان تزعزع ثقته بالوضع العام للبلاد ويبدو ان الانتصارات الكبيرة التي حققتها القوات الامنية في سوح المعارك ضد عصابات داعش الارهابية وتلقي هذه العصابات ضربات موجعة جعلته يقوم بمثل هذه الاعمال للتخفيف من الضغط الذي يتعرض له ولفت الانظار وتشتيت الجهد الامني للقوات العراقية ومع ذلك لابد من بذل المزيد من الجهد الامني لمتابعة الخلايا النائمة وتطهير البلاد من دنس الارهاب.