الجميع يشير الى صعوبة التحديات التي تواجهها البلاد ، وان هناك دعوات من مختلف الاتجاهات تطالب بضرورة إجراء اصلاحات شاملة ووضع الاليات المناسبة لتجاوز الأزمات التي تمر بها البلاد ، ولعل ابرز تلك المعالجات النظر الى النهج الذي تشير اليه الاوضاع وكيفية التعامل معها . فهل هناك برنامج للحكومة عندما تم منحها التصويت ؟ وهل بدأت العمل به ؟ ولعل هناك من يعذر الحكومة في تطبيق برنامجها بسبب التحديات التي اعاقت وتعيق تطبيق ذلك . ولكن هل الحكومة تمتلك رؤية لمعالجة الاوضاع ؟ وما تلك الرؤية ؟ كي يتفاعل معها الجمهور ، ويعمل كل طرف من جانبه على وفق المسؤوليات الملقاة على عاتقه وان الرؤية غائبة تماماً وتعتمد على تطورات الاصوات والاكتفاء بالتصريحات والتأملات فعصارة الافكار يتم طرحها يومياً ولكن ان يصل الامر بالحكومة ان تبقى تنظر للازمة المالية نظرة المترقب لتقلبات الاسعار العالمية للنفط ،وترهن وقت المواطن وفي كل اجراء وتحرك تقضم منه جزءاً ، فبغض النظر عن الامور العامة فإن الشعب اخذت النقمة على الاوضاع ترفع من وتيرتها عنده مع تغذية من اعلام معاد يساعده في ذلك فشل في الاداء لدى بعض الوزارات والمؤسسات مع غياب المعالجات والبدائل والخطط كل ذلك اضفى بظلاله على الوضع العام، ولعل المسؤول لايدرك خطورة الاوضاع وتغلغل في مفاصل الدولة ، فعندما تطالب المرجعية الدينية العليا والشعب بمحاربة الفساد وضغط النفقات وايقاف هدر الاموال فإن بعض المسؤولين يعملون خلاف ذلك بدلالة نظرة سريعة للمغادرين في مطار بغداد سنجد اعداداً هائلة لاصحاب المناصب الادارية يوفدون انفسهم للخارج لمجرد الايفاد . وقد بدأت العطلة الربيعية ولينتظر المواطن هرولة اعداد كبيرة من المدراء العامين للسفر للخارج بحجة الايفاد . مع ان هناك من ينزف دماً في سبيل الوطن لايجد من يعيل عائلته ، فإن المواطن عندما يسمع بذلك ، ويسمع ويرى تناقل مواقع بين المسؤولين، فكيف سيكون حاله وكيف ستكون البيئة الشعبية التي تتلقى وتستقبل مثل هكذا تصرفات؟ بذخ واسراف في جانب المسؤول ،يقابله تقشف وانعدام عند المواطن، لذلك يجب تدارك ذلك ،لان التحديات اكبر ولابد من الالتزام بتوجيهات وتوصيات المرجعية لانها السبيل الامثل للانتقال بالبلد الى بر الامان .