اصداء..تساؤلات واقعية

الحديث عن مكافحة الفساد شيء، والتطبيق الفعلي لمكافحة الفساد شيء آخر، فالجميع يتحدث عن ضرورة القضاء على الفساد واقتلاع جذوره ومحاربة المفسدين وتقديمهم للعدالة واسترداد الاموال المسروقة. ولكن، اين هي الاليات؟ وكيف تتم مكافحة الفساد؟ وهل وضعت الحكومة خطة لذلك؟ كل تلك التساؤلات مطلوب الاجابة عنها، في وقت اصبحت موضوعة الفساد عنواناً بارزاً للأحاديث والمسامرات والتفرعات والخطب. لذلك عندما يرى المواطن أو يسمع برصد أموال ضخمة لمشاريع السكن والاعمار، واطلاق قروض للمصارف لتمويل المشاريع فانه يطالب بضمانات مؤكدة بعدم ذهاب تلك الاموال الى جيوب المفسدين الذين يترقبون ويرصدون مسار كل مال يتم صرفه. مع التسليم ان الجهات المعنية بتلك الاموال تبذل جهودها او ستبذل جهودها من اجل صرف الاموال في اماكنها الصحيحة. ولعل اشد ما يثير الانتباه والتساؤل رصد مبالغ ضخمة وصلت الى عشرات الملايين وبالعملة الاجنبية لتنفيذ مشاريع عرف المواطن عدم جدواها وبقي ينتظر الاجابة: اين ذهبت اموال السنوات الماضية المرصودة للمشاريع نفسها، ومنها الاستعداد للفيضانات؟ وقد وقف المواطن شاهداً وشهيداً على مناطقه وهي تفيض في السنوات الماضية، فماذا فعلت الاموال؟  وماذا ستفعل هذه الاموال المرصودة للغرض نفسه؟ واذا لم تحدث فيضانات هل سيتم ارجاعها الى خزينة الدولة؟ ومن هنا فليس العبرة بالكلام وانما العبرة بالافعال، ويضاف الى ذلك الحديث عن القضاء على البطالة، ويتم الحديث عن درجات وظيفية وتعيينات، فهل الموازنة القادمة تسمح بذلك؟ والحديث عن سلم رواتب جديد، فهل سيتم زيادة الموظفين؟ ومن اين تأتي الزيادة والموازنة القادمة في اكثر الاحوال توفر رواتب موظفي الدولة الحالية؟ فهل سيتم اقتطاع مبالغ من درجات واعطاؤها للاخر؟ وان التخفيضات الاخيرة هي ستوفر الزيادة المطلوبة للدرجات الدنيا؟ ومن حق الدرجات الاخرى ان تتمتع بالزيادة اذا كان الهدف العدل والانصاف. لانه لا بد من فوارق بحسب العمل والمكانة والمنصب والجهد والخدمة وما شابه ذلك. لذلك لا بد من النظر بواقعية لكل المطاليب واطلاق الاليات الحقيقية لمعالجة المشاكل ضمن خطط واقعية قابلة للتطبيق على الارض من دون ارهاق كاهل الدولة والموازنة حتى لا يدفع المواطن ضريبة ذلك.

blog comments powered by Disqus