اصداء..تفاصيل قطاع

اقرار القوانين واجب وليس منجزاً ،وتوفير الخدمة واجب وليس منجزاً ،وانما المنجز هو تحقيق عمل اكبر واوسع من الواجب ،او الحدود المرسومة ،او الاتيان بشيء فوق التكليف العملي ،او بعد تجاوز صعوبات وتحديات كبيرة، وبغض النظر عن الاصلاحات والمفاهيم ،فان امتلاك الرؤية ،والايمان بالقدرة على تنفيذها ،وامكانية تطبيقها على الارض ،هو الاساس الذي يمكن ان يحقق الامال والانجاز، فكثيراً ما يتم الحديث عن تطوير القطاعات الصناعية والزراعية، والجميع يدعو الى التطوير، حتى اولئك الذين تقع عليهم مسؤولية النهوض بواقع هذه القطاعات ،فلا يعرف المواطن من الداعي ومن المدعو؟ مع ان القطاع الزراعي -على سبيل المثال- لايتم تطويره بالقروض فحسب ،وانما هي عوامل مساعدة، ولكن هل هناك رؤية حقيقية للنهوض بالواقع الزراعي في البلاد، وما الآليات التي يمكن من خلالها تطبيق الخطط؟ فغياب الرؤية يعد من ابرز عوامل ضعف وتدهور هذا القطاع ،فالبلاد تمتلك مساحات شاسعة من الاراضي الخصبة التي لا تحتاج سوى التخطيط ،والعمل والدعم ،والاسناد، فالترغيب بشراء المحاصيل من الفلاح امر ايجابي ولكن الى متى يبقى الترغيب؟ فالدولة تمتلك الاراضي وهي مستثمر غير جيد فلا هي داخلة بالاستثمار الحقيقي لها، وتدخل كمنافس في السوق المحلية بالاستفادة من الطاقات المعطلة للشباب ،بزجهم بالعمل ولا هي تعطي الحرية للفلاح من خلال توفير كل ما يحتاجه باسعار مدعومة او باجراءات ميسرة ولا هي تشرف فقط وتراقب وتساعد وتساند كل ذلك يحتم النظر الى الواقع الزراعي نظرة موضوعية وتفعيل الاجراءات العملية التي من شأنها فتح الافاق لهذا القطاع الحيوي وعدم الركون الى الانتقادات والشكوى من الظروف والتحديات بوصفها منافذ للهروب من المسؤولية فكل مسؤول مهمته تطوير المؤسسة التي يعمل فيها او المكلف بادارتها وهي ايجاد الحلول للمشاكل وليس التغني بها وكانه جاء بفتح كبير فهناك من المسؤولين من يجد في تجميع الالفاظ لتوجيه سيل من الاتهامات للسابقين ميزة وهدفاً له بحيث يتناسى مهمته، لذلك العمل الميداني هو السبيل الوحيد للنهوض بالواقع الزراعي من خلال المتابعة والاشراف وتذليل العقبات والدخول بقوة لتفاصيل العمل داخل مفاصل القطاع الزراعي.

blog comments powered by Disqus