اصداء..تقدم عراقي

لا ينكر احد أن البلد يواجه تحديات كبرى ، وان هناك ضعفاً واضحاً في الجانب الخدمي ، والوضع الاقتصادي يشوبه الضعف والاضطراب وعدم الاستقرار بسبب اعتماده على النفط الذي تتعرض أسعاره إلى تقلبات حادة مما انعكس سلباً على الوضع الاقتصادي في البلاد ،كما إن اقتصاد البلاد ليس له صورة واضحة ، فلا هو اشتراكي ولا هو رأسمالي . ولا هو خليط بين الاثنين لعد وضع ستراتيجية رصينة لبناء اقتصاد قوي يستثمر الإمكانات والطاقة الكبيرة في البلاد، كما إن هناك تحدياً امنياً كبيراً تواجهها البلاد . واستطاعت القوات العراقية من تسطير أروع صفحات البطولة والفداء وهزمت الإرهاب وحررت الكثير من الأراضي التي كانت تحت سيطرة عصابات داعش الإرهابية ، وهي الآن تحث الخطى لتحرير كامل الأراضي ولطرد الإرهاب من الأرض العراقية ونشر الأمن والأمان في ربوع البلد ، كل تلك التحديات والملاحظات لايمكن نكرانها . ولكن هناك ايجابيات كثيرة تحققت ولايمكن إنكارها – أيضاً – فبالرغم من الخلافات في وجهات النظر فإن وعياً سياسياً ترسخ حول القضايا المهمة وأصبح الجميع يستشعر خطورة الأوضاع ولاسيّما الخطر الإرهابي . فالجميع وقف خلف القوات الأمنية في حربها ضد عصابات داعش وهو مؤشر جيد بالرغم من كل الملاحظات التي يمكن تسجيلها على البعض في المشهد السياسي، ثم إن هناك تقدماً امنياً في المحاور المختلفة فقد أصبحت مناطق واسعة من البلاد تعيش بأمن وأمان ولا توجد فيها عناصر للإرهاب أو خلايا نائمة ،ثم أن الوضع الاقتصادي يمكن معالجته والحكومة جادة في التغلب على المصاعب التي جاءت اغلبها خارج عن إرادتها ومنها انخفاض أسعار النفط ويبقى الملف الخدمي الذي يمكن إيجاد الحلول له من خلال التعاون بين الوزارات وتفعيل الخطط ومتابعة تنفيذها ، والعمل بالممكن وبما هو ضروري ، وان التغلب على هذه التحديات أو الوقوف بوجهها وإنقاذ البلد يرجع بعد الله سبحانه وتعالى إلى المرجعية الدينية العليا المتمثلة بالإمام السيستاني (حفظه الله) الذي حفظ العراق بفتواه الخالدة ، وبتوجيهاته الأسبوعية السديدة التي تلقى من على  منبر الجمعة من داخل الصحن الحسيني الشريف والتي أصبحت منهاجاً يرسم معالم طريق النجاح لكل من يسير على  ضوئها . لذلك لابد من أن تتسع دائرة الأمل ونحن على أعتاب عام جديد الذي يحمل معه تباشير الفرح بتقدم عراقي على مختلف الصعد.

blog comments powered by Disqus