في خضم تطورات الاحداث ، واستمرار التظاهرات المطالبة بالاصلاح ، وبعد تكرار التأكيدات من قبل المرجعية الدينية العليا بضرورة اجراء الاصلاحات ، ومحاربة الفاسدين ، وبعد مرور اكثر من عام على تشكيل الحكومة ،واشهر ليست بالقليلة على دعوتها باجراء الاصلاحات ، عادت المرجعية العليا لتعرب عن اسفها لعدم تحقيق شيء من الاصلاحات على ارض الواقع على الرغم من انقضاء العام الماضي ، فقال ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة السيد احمد الصافي في خطبة صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف ، ” ” في العام الماضي وعلى مدى عدة اشهر طالبنا في خطب الجمعة السلطات الثلاث وجميع الجهات المسؤولة بان يتخذوا خطوات جادة في مسيرة الاصلاح الحقيقي وتحقيق العدالة الاجتماعية ومكافحة الفساد وملاحقة كبار الفاسدين والمفسدين ولكن انقضى العام ولم يتحقق شيء واضح على ارض الواقع وهذا امر يدعو للاسف الشديد ولانزيد على هذا الكلام في الوقت الحاضر ،،
فهذا الكلام يختزل كل المضامين الدالة على عدم الرضا ، وعدم ملامسة الاجراءات التي اتخذتها الحكومة جوهر الاصلاحات ، وانما كانت عبارة عن اجراءات تقشفية هدفها ترميم الوضع الاقتصادي الضعيف، بل بعضها مس قوت المواطن ، في حين بقي الفاسدون ، والفاشلون يرتعون ويمرحون بسرقاتهم وتخريبهم للبلد ، فعلى الجميع ان يتمعن في عبارات المرجعية العليا ويدقق فيما تحمله من معان دقيقة في ابعادها ،( وهذا امر يدعو للاسف الشديد ولانزيد على هذا الكلام في الوقت الحاضر)، فاين الاصلاحات في اسس البناء والخطط في مفاصل الدولة ، وفي الملفات المهمة الاخرى ، فاذا سلمنا جدلا ان هناك صعوبات في بعض الهرمية لبعض المفاصل بسبب وضعها السياسي ، فاين الاصلاحات في المنظومة الخدمية ؟ واين الاصلاحات في المنظومة الادارية ؟ واين الاصلاحات في المنظومة الاقتصادية ، هل كانت حلول الحكومة لاصلاح الوضع الاقتصادي الهرولة السريعة نحو اقتطاع جزء من رواتب الموظفين لحلها ؟ وتبعها البرلمان بذلك واقتطع جزءا اخر ، ؟ اوحذف منصب ، ودمج اخر؟وهذه كلها اجراءات ذات بعد تقشفي ، ولكنها لاتلامس جوهر الاصلاح الحقيقي حتى لوكانت مطلوبة لمعالجة اختناق وترهل اداري، فاين الستراتيجية بعيدة المدى وقصيرة المدى التي يمكن ان تتبعها الحكومة لتنفيذ اصلاحات جدية تنعكس على مجمل الاوضاع في البلاد ، المهم من كل ذلك ان المرجعية العليا وجهت رسالتها وتامل ان يستلهمها الجميع بما يصب في مصلحة البلاد والعباد