Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

اصداء..ثنائية عملية

مقالات ودراسات - د. علي خليف - 0:57 - 02/09/2015 - عدد القراء : 1575

الحديث عن الحقوق والواجبات يأخذ ابعاداً مهمة ،في اطار السعي الحقيقي لايجاد الارضية التي من خلالها تنطلق عملية الاخذ والعطاء في نظام تم بناؤه على قاعدة الحقوق والواجبات ،وقد خرج الشعب مطالبا بالحقوق، سواء أكان ذلك حقاً خدمياً ام حقاً معاشياً، فانه بقي يطرق على هذا المنوال،وتاركا على جنب الواجبات التي تقع عليه بوصفه فردا في المجتمع ،وبناء المجتمع وما يترشح عن هذا البناء يكون المواطن هو المسؤول عنه ،فهو من انتخب، وهو العامل، والموظف ،والكاسب، وهو فوق كل ذلك ،المراقب الذي يمنح الثقة كل اربع سنوات او ينزعها عن كل من لم يقتنع بادائه، ولعل تراكمات السنين، ولاسيما غمط الحقوق من قبل النظام المباد، واضطهاد الشعب ،ومظاهر العوز والفقر ،التي عاشها المواطن في ظل الانظمة القمعية قبل حصول التغيير ،هي التي جعلت الشعور يتملكه بتقديم الحقوق على الواجبات، لانه يريد حقا مسلوباً، او انه لم يجد من يروي ظمأ السنين وعقود الحرمان، وفي المقابل ان عملية الحقوق والواجبات تنبني على عقد اجتماعي ،او اداري تنظيمي، فالمواطن عندما يتم تعيينه في دوائر الدولة، فهناك عقد ضمني يفترض تقديم الخدمة ،او القيام بالواجبات التي يفرضها العمل، مقابل اجر شهري تتعهد الدولة بدفعه كل نهاية شهر، غير ان المواطن عندما يرى ان الدولة لم توفر ما يحتاجه من وسائل في داخل دائرته ،او عندما يرجع الى البيت ،تكاد تنتفي ثنائية الحقوق والواجبات ،لان طرفاً قد اخل بها، لذلك دائما ما يتم طرح السؤال العريض الذي ينص على انه (لماذا دائما يطالب المواطن بالحقوق وينسى الواجبات الملقاة عليه؟) غير ان الذي يطرح السؤال، لا يجيب ابداً عن الشق الذي يتعلق به وهو (هل ادت الدولة حقوق المواطن حتى تطالبه بالواجبات)؟ وكيف يتم توزيع الحقوق والواجبات؟ فالمواطن يعمل ،ويدافع عن الوطن، ويتم استهدافه في الاسواق ،والمدارس، وفي كل مكان، وعندما تواجه الدولة مشكلة، تهرع للمواطن الذي يريد حقوقاً خدمية ،ومعاشية، لازالت ضائعة، او غير مكتملة ،او ضعيفة، لذلك على الجميع تفعيل الثنائية العملية ،التي تقوم على الواجبات والحقوق، وعندما تبدأ الحكومة باصلاحات حقيقية، ويأخذ المواطن بتلمس ذلك، وانعكاسه على حياته ،يكون لزاماً عليه القيام بواجباته ،التي هي من سمات المواطنة الصالحة، فمن يعمل يعمل للوطن والانسان، وهناك الكثير من يعمل بجهد مضاعف في سبيل الانسان والوطن، وفي مقدمتهم ابطال الحشد الشعبي والقوات الامنية ،الذين قدموا اكثر من الواجب عليهم عندما نذروا انفسهم في سبيل الدفاع عن الوطن.

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

Screenshot 2024-05-16 at 00.19.17

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
28°
35°
Sun
37°
Mon
الافتتاحية