كفل الدستور حرية التعبير والتظاهر وحدد مسارات العمل بموجب القوانين النافذة، فاذا شعرت شريحة معينة من المجتمع بالظلم والحيف والضرر فمن حقها ان تعبر عن رأيها وقد شهدت البلاد تظاهرات اسبوعية معبرة عن مطالبها بتحسين الخدمات في مشهد يدلل على الديمقراطية والحرية التي هي ثمرة العراق الجديد الذي فتح الباب واسعاً لحرية التعبير بعد ان عانى كثيرا ابان النظام المباد من القمع والكبت والتهديد والوعيد باستخدام اشد الاساليب واقساها في تكميم الافواه حتى تحرر العراق من ربقة النظام المباد واخذ يمسك بخيوط الحرية وشيد صرحاً ديمقراطياً مازال فتياً ويتطلب جهوداً مضاعفة للحفاظ على البنيان وديمومته.ولكن هناك من يحاول الاساءة للعراق الجديد ،وتشويه مظاهره الديمقراطية من خلال استعمال التهديد والوعيد واستخدام اساليب بائدة ، ولكن مثل هذه الممارسات ستزيد الاحتقان الذي قد يتطور الى مالايحمد عقباه ، من المؤكد ان التحديات التي يواجهها البلد اثرت بشكل كبير على الملفات الاقتصادية والخدمية، مما اضطر الحكومة للقيام باجراءات تظن ظناً انها ستتغلب بها على التحديات. وبالقطع واجه ملف الخدمات موجة عارمة من التظاهرات المطالبة بتحسينها، وامتدت الى قطاعات اخرى حتى وصلت الى ملف الرواتب وسلمه الجديد، وبغض النظر عن الجدل المثار حوله فان الحلول لا تأتي من تبادل الدرجات واعطاء فئة وسلب فئة اخرى، وانما بالرؤية الشاملة التي تحقق اكبر قدر ممكن من العدالة الاجتماعية، كما اوصت بذلك المرجعية الدينية العليا وان تكون الخطوات قانونية ودستورية. فلا يجو القفز على الدستور لان ذلك سيؤدي الى طعون واعتراضات مما يربك المنهج في المستقبل ويفقد الثقة بالاجراءات اللاحقة. فلا بد من حماية وتحصين الخطوات دستوريا وقانونيا ،فهل يعقل ان يمنح من لا يحمل تحصيلاً دراسياً درجة خاصة وراتب مدير عام؟ وهو اكثر من الاستاذ الجامعي او الطبيب، في حين يقضم من الكفاءات الشيء الكثير. لذلك سيبقى السلم الجديد مثار جدل طويل حتى لو تم فرضه فرضاً وستظهر آثاره السلبية عند التطبيق العملي والنفسي للمستهدفين. ولكن السؤال الذي يتم طرحه هوهل مشكلة البلاد في سلم الرواتب،؟ وماذا بعد السلم والمطالبات بالخدمات ستظهر اقوى من السابق كما حذرت المرجعية من ذلك؟ اذا لم يتم الاستجابة السسريعة لمطالب المواطنين، لان ذلك سيؤدي الى اضافة اعداد ليست بالقليلة الى ساحة التحرير بعد موجة التظاهرات لمن تضرر من السلم الجديد ،لذلك لا بد من العمل الجدي لتلبية مطالب المواطنين بالخدمات التي سيفضحها موسم الشتاء وعند هطول اولى زخات المطر.