اصداء..خطوة واطمئنان

فتح تفرعات لمفات مهمة وجعل الوضع يعيش في حركة على وقع مطالب سياسية بعضها لا يدرك حراجة المرحلة وقوّة التحديات ،ولاسيما التحدي الامني فمن المفرح ان تسير الملفات جنبا الى جنب، وعلى وتيرة واحدة، وبتنسيق عال، ولكن لابد من ان تسير معها القراءة الصحيحة لما ستؤول اليه نهاية المسير والتي يريدها المواطن تصب في صالحه وصالح البلاد، فقد تكون الارضية صالحة لاجراء تغييرات جوهرية في الجهاز التنفيذي ،وهذا يتطلب توفير بيئة سياسية وبرلمانية تعطي شرعية للتغيير، وتساعد في ديمومته وتحقيق اهدافه، فالانطلاق يبقى سياسيا ومن داخل اروقة الكتل السياسية التي لايمكن تجاهلها، فاذا كان هناك من يصدر لها الافكار والطروحات والرغبات على المنصات الاعلامية ،التي من خلالها عرفت بالتغيير المرتقب، فان العمل بالواقع سيكون خلاف ذلك، اذ ستنزل هذه الافكار من المنصات الاعلامية الى طاولة الكتل مهما تمسك مطلقوها باوصاف التغيير ومسمياته ،لانه لكل مشروع لابد من حاضنة سياسية تحتضنه وتدافع عنه وتحميه، فمتى ما شعرت الكتل السياسية ان التغيير لابد ان يحصل، فان ذلك يستدعي من الجميع الجلوس على طاولة الحوار، ومناقشة ذلك مناقشة مستفيضة ومعقمة فاذا كان المخاطب هو الكتل السياسية ،فان ذلك يعطي المؤشر الاكيد على انه عاجلا ام اجلاً سيتم اللجوء اليها للمساعدة في رسم خارطة التغيير الجديدة ،من دون صخب اعلامي او طلاسم في كل مرة تجهد نفسها في حل معمياتها، فالمسألة سوف لا تقف عند حد التغيير لانه وسيلة اخرى من وسائل الاصلاح، وهذا ما تريد ان تؤكد عليه الكتل فلا يجوز وضعها في زاوية التنفيذ المباشر بل لابد من الحوار والاستئناس بالرأي لان جماهيرها تضغط عليها وتحملها المسؤولية ومن حقها ان تناقش كل خطوة ما دامت شريكة في البناء العام للبلد فهي تتحمل المسؤولية وتحملتها عندما اخذ البعض الايجابيات ورماها بالسلبيات وبقيت صابرة ومتصبرة، فكانت كأم الولد تعطي ولا تأخذ ،فاذا ارادت ان تعرف المآلات والآليات ،لانها تريد ان تطمئن على مستقبل الطروحات والوسائل، لذلك نجاح كل خطوة لابد ان يسبقها حوار معمق ومحادثات جدية لكي تخرج الخطوة باعلى صور النجاح المأمول ولكي يطمئن الجميع لباقي الخطوات.

blog comments powered by Disqus