بالرغم من كل التحديات والمحاولات التي تحاول ان ترسم صورة سوداوية لقابل الايام ،وخلع اوصاف متنوعة على الاوضاع الاقتصادية ،فان دائرة الامل بخروج العراق من كل هذه التحديات منتصراً تتسع يوما بعد اخر، وتباشير الامل هذه نابعة مما يمتلكه البلد من امكانات بحاجة الى استثمارها ،والعمل على الافادة منها ،وعدم الركون الى التغني بها وتعدادها، وان لا يصبح المسؤول اسير افكار غير واقعية، او يعكف على تأويلات وتحليلات وتخوفات تجعله يحجم عن اتخاذ خطوات عملية لاستدراج كل ما هو نافع للبلد، فقد تكون الاوضاع الاقتصادية صعبة في كيفية تطبيق اصلاحات تنقل الاوضاع الى مرحلة اكثر تقدما، فهناك فرق بين اجراءات ترميمية واصلاحات جذرية، فاذا تم التسليم بان الازمة الاقتصادية التي خلفتها اسعار النفط العالمية ستطول، فلا بد من وضع ستراتيجية اقتصادية تحصن البلد وتسير فيه الى الامام، واذا كان الاعتقاد بانها قصيرة وعابرة ستزول بعد وقت قليل، فان ذلك لا يعني انتظار زوالها ليرجع الامر كما كان، ويبقى الاعتماد على النفط ،فترتفع المعنويات مع ارتفاعه، وتنخفض مع انخفاضه ،وما يجره ذلك من ارتفاع بنغمة التصريحات والافكار، وانخفاضها بحسب الاسواق العالمية وبورصة النفط، وهذا امر غير جائز ،فلابد من وضع ركائز الخطط ،والعمل على وفق الرؤية التي تدعو الى عدم الاعتماد على النفط ،والعمل على تنويع مصادر دخل الموازنة ،لعل في القطاع الزراعي والصناعي والسياحي بغية الطالب الذي يسعى جادا للنهوض بالواقع الاقتصادي للبلاد، ففي خضم هذه التحديات، هل طرح المسؤول خطته للنهوض بالزراعة والصناعة والسياحة، مع وضع الزمن الذي تستغرقه عملية النهوض؟ فالشعب الذي ينتظر ان يعيش في بيئة آمنة ،وينعم بخيرات بلده ،بعد ان ارهقته السنين ،واخذت منه الشيء الكثير، ليس من المعقول ان يبقى يعيش في دوامة الازمات وعدم الاستقرار في جميع الجوانب، فلا بد من العمل بالامكانات المتاحة، وتوفير اقصى ما يمكن توفيره للشعب، ولاسيما تلك الطبقات الفقيرة التي عانت ايام النظام البائد الذي دمرها وسحقها، فهي الى اليوم لم تنل جزءا من حقوقها ولم يتم رفع المعاناة عنها ،وهي تعطي الدماء الغزيرة في سبيل بناء العراق الجديد ،والدفاع عن المقدسات ووقفت سداً منيعاً بوجه عصابات داعش الارهابية، ولازالت تخوض حرب تحرير المناطق وطرد الارهاب من كل اراضي العراق ،لذلك لابد من تسخير كامل الامكانات للنهوض بواقع البلاد اقتصاديا وامنيا لتوفير الحياة الآمنة المطمئنة للشعب.