بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
مواجهة التحديات ومحاولة التغلب عليها لا يكون بالتهافت على التصريحات والمقترحات التي لا تنظر الى داخل المشكلة والى خارجها وابعادها، فالبلد يواجه تحديات كبيرة ،من المفترض ان كل تحد لم يبدأ مالم تسبقه اشارات وتحذيرات ولاسيما في الملف الاقتصادي والخدمي، وبناء على ذلك كان من الاولى العمل على وضع الحلول والخطط لتطويق التحدي ومن ثم التغلب عليه وتقليل اثاره اذا كانت خارج ارادة الحكومة، ومنذ بداية العام الماضي والحكومة على دراية كاملة بالتحديات التي تواجهها وسار العام على وقع صخب برلماني وحكومي وتلاطم الافكار وتصادم المقترحات ،وانتشار الحلول الخطط ،وبرزت اطراف تقدم الحلول التي تراها مناسبة لحل المشاكل ،وقابلتها اطراف اخرى بحلول اخرى وهكذا ،وشعر المواطن ان الجميع تحول الى خلية عمل لتدارك كل مستجد في العام المقبل ،وجاء عام جديد وتم اعادة التصريحات نفسها وبنغمة مكررة ،ولاسيما تلك التي ترسم صورة قائمة وسوداوية للوضع الاقتصادي ،وحذرت الحكومة على لسان مستشاريها من الطابور الخامس الذي يبث الاكاذيب والشائعات من اجل اضعاف عزيمة الدولة وتأليب الرأي العام ،وعلى الرغم من ان هناك من يحاول ان يضرب على اوتار الحنق الشعبي ليضعف الجهاز التنفيذي والتشريعي ،فان ذلك لا يعني القاء اللوم على اصحاب النظرة السوداوية بل لابد ان يلمس المواطن عملاً جدياً يشعره بأن هناك عملاً للتخفيف من الازمة ولعل ما يلاحظه المواطن ان الحكومة عندما تعجز عن الحل تلجأ الى المواطنين لحل ازماتها ،فعندما قامت بقطع نسبة من رواتب الموظفين ادعت انها من اجل رفع رواتب الدرجات الدنيا، فاعطى المواطن جزءا من راتبه لاخيه المواطن ،وعندما قام مجلس النواب بتشريع فقرة في الموازنة تنص على استقطاع نسبة من راتب الموظف ،ادعى انه للحشد الشعبي وللنازحين ،فاعطى المواطن جزءاً من راتبه للحشد وللنازحين ،وعندما فرضت الحكومة ضريبة على راتب الموظف واستقطاع جزء من راتبه ،وادعت انه للرعاية الاجتماعية فاعطى الموظف ذلك، فماذا سيكون الراتب الذي تناولته الايدي من كل جانب، فاين الحكومة؟ اذا كان الموظف يدفع للموظف صاحب الدرجة الدنيا ،ويعطي للنازحين، وللحشد ،وللرعاية الاجتماعية ،وهو يسهم في هذا الواجب الوطني، فاين حلول الجيش الجرار من المستشارين؟ واين الخدمة المقدمة للمواطن الذي لازال يخرج بتظاهرات للمطالبة بالخدمات والاصلاحات ولربما ستكون في المستقبل اشد، لذلك اكد السيد عمار الحكيم في اكثر من مفصل حتى قبل تشكيل الحكومة انه لابد من تقديم الحلول الواقعية للتغلب على مشاكل البلد ،والعمل بروحية الفريق الواحد لتقديم افضل الخدمات للمواطنين، وان تكون المعالجات واقعية للتخفيف عن معاناة المواطن، لذلك هذا العام لابد ان يكون عام التغلب على التحديات، او في اقل تقدير تخفيف وقعها واضرارها والسعي الجاد لوضع الخطط والمعالجات الحقيقية.
