حل الازمات والمشاكل لا يكون بخلق مثيلاتها، او ايجاد نوع من الصخب حول امر ما ،في محاولة لاخذ فسحة زمنية ،او تمديد لوضع لم يعد قادرا على ايجاد منافذ لحل ما يواجهه البلد من تحديات ومطالبات شعبية تطالب بالاصلاح، فليس من المنطقي القاء اللوم على الشركاء، او محاولة القاء المشكلة في ساحتهم مع انهم كلفوا حكومة بادارة شؤون البلاد، واعطاء تخويل غير مسبوق لرئيسها باجراء الاصلاحات ،وبعد انقضاء مدة ليست بالقصيرة من عمر الحكومة ،يتم طرح فكرة تغيير جوهري، ومطالبة الكتل السياسية بالامتثال للامر، وهي ستبقى داعمة للتغيير ولكن تريد ان تعرف مدياته ،وآلياته، وما المقصود بالجوهري؟ ولماذا لم تكن هناك اصلاحات جوهرية؟ وهل المشكلة بالتشكيل الوزاري؟ واين المواطن من كل تلك المعادلة ؟هل سيبقى ينتظر سنة اخرى من التجريب ؟وماذا بعد ذلك؟ فهل ستعمل الحكومة على وفق برنامج، وتتعهد بتنفيذه خلال مدة زمنية محددة ،وتعطي وعودا بذلك؟ وماذا لو لم تتمكن من تحقيقه على ارض الواقع؟ كل تلك امور يجب النظر اليها ،والتمعن فيها بدقة ،فهي ليست طروحات لغرض المسامرة او احاديث مجالس على ايقاع ترنيمة الفجر الطويل ،وانما مصير شعب وعملية سياسية وتجربة اصبحت على المحك، وتعهدات سوف تعطى للشعب في ظل تحديات كبرى ،ليس فيها مجال للمغامرة ،او التجريب ،او الخضوع للاختبار، او اعطاء فرص اخرى ،لذلك عندما يؤكد المجلس الاعلى الاسلامي العراقي على ضرورة ان يكون التغيير مبنيا على رؤية واضحة وشاملة، لايمانه ان الامور لا يتم قراءتها بسطحية ،وتأملات عابرة، او حماس لتحفيز جماعي، او فردي، فمن ينظر للماضي والحاضر والمستقبل، ويستحضر الدماء الزاكيات التي سالت في سبيل ايجاد المعادلة الجديدة للشعب العراقي ،وبناء التجربة والتحديات التي يواجهها البلد ،ويتأمل ملياً بالرموز التي ضحت بارواحها في سبيل البلد ،وبتلك التي لازالت على العهد، لا يمكن ان يقبل باخضاع مستقبل البلد لتجارب ،او قرارات خاطئة ،او امزجة فردية، ومن هنا فالبلد بحاجة فعلية الى تكاتف الجميع ،وفتح الحوار من اجل البلد، وحماية تجربته، واللجوء الى الحاضنة السياسية الواسعة، التي انبثقت منها الحكومة الحالية التي باستطاعتها ان تعطي شكل ولون كل تشكيل هدفه خدمة البلد والسير به الى الامام.