Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

اصداء..مطالب وتغيير

مقالات ودراسات - د. علي خليف - 0:14 - 16/02/2016 - عدد القراء : 1985

عندما خرج الشعب في تظاهرات كبيرة وعندما نادت المرجعية الدينية العليا بالاصلاحات، كان الهدف الاول من كل ذلك هو توفير الخدمات للمواطن ،لان المواطن خرج متذمرا على سوء الخدمات المقدمة ،وكان من المفترض ان تقوم الحكومة بوضع خطة واضحة وواقعية وعملية لتلبية تلك الدعوات، والاستجابة لمطالب المتظاهرين ولدعوات المرجعية الدينية ،ولكن الحكومة اخذت القيام باجراءات تقشفية كانت بعيدة عن المطلب الاساس، ومع ذلك ايدها الشعب، وكان ينتظر ان تلتفت الى مطالبه ،وفي كل يوم تزداد الخدمات سوءا حتى اخذت الحكومة بالزحف نحو المواطن، من خلال استقطاع جزء من رواتبه ،اذا كان موظفا ،واذا لم يكن فتحت الباب على مصراعيه للوزارات لملاحقة المواطن من خلال فرض الضرائب ،فبدءا من المنافذ الحدودية التي لا يعرف المواطن ايراداتها، وهل شمل الجميع ؟ومرورا بالرسوم الباهظة التي تفرضها وزارة الصحة على المراجعين،اليس من الواجب على الحكومة ان توفرالمستلزمات الصحية مجانا على وفق ما نص عليه الدستور؟ الا يتعارض هذا مع الدستور معارضة كبيرة ويعد خرقا له؟ فمنذ بدء التظاهرات ودعوات الاصلاح ،كان ولا يزال المواطن هو الهدف من كل اجراءات الحكومة، ثم اذا كانت هذه الجباية الشهرية تذهب كايرادات الى الوزارات المعنية فمن يراقب موارد صرفها؟ والى اين ستذهب؟ ثم ان الطبقات الفقيرة والشرائح المحرومة التي عاشت في ظل النظام الدكتاتوري المباد، والتي لا تزال تعيش محرومة في مناطق واسعة في بغداد والمحافظات هي التي ستتضرر ،فهناك عوائل توفر قوت يومها بصعوبة ،فمن اين  ستعطي رسوما لمرضاها؟ فاذا كان ملف الصحة مجانا بالدستور ويتم اخضاعه لمثل هكذا اجراءات فما بالك بالقطاعات الاخرى؟ والادهى ان هناك من يدعي انها ليست مكلفة على المواطن ،وان شرائح سيتم استثنائها ،نعم ليس مكلفة بحسب قناعة المسؤول، لان الرسوم لا تشكل شيئا بالنسبة لما يتقاضاه، ثم ان زمن المكرمات قد ولى واندثر ،فهو خرق للدستور ولا يصلح الخرق استثناءات مخجلة ،وفي خضم كل ذلك يتم طرق التغيير الوزاري في محاولة لاشغال الكتل السياسية ،مع ان المشكلة في انعدام الرؤية والوضوح، وليس في الشخوص ،لاسيّما في وزارات عملت وقدمت الكثير في مدد قياسية، فاين الخدمات ؟واين مكافحة الفساد؟ فاذا كانت هناك خطة، ورؤية واضحة، وبرنامج عمل، وادراك لما تتطلبه المرحلة ،لتحقق الكثير للبلد ،ولما وقع في كل هذه المتاهات، وهذا ما اكد عليه السيد عمارالحكيم الذي شدد على ان الاصلاح يحتاج الى رؤية شاملة وخارطة طريق وفق معايير واضحة.

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

ملحق العدالة

Capture

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
11°
16°
Sun
16°
Mon
الافتتاحية