اصداء…. نسبة وتكافل وتعاون

د. علي خليف

 

الظروف التي تمر بها البلاد تتطلب تعاونا وتكاتفا من الجميع لعبور الأزمة الصحية والمالية والأمنية ، وهناك مؤسسات تعمل من أجل تخفيف الأعباء على المواطنين في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد ، والجميع يعلم أن المجال التعليمي والتربوي قد تعطل ، والتعطيل جاء خارجا عن ارادة التلاميذ والطلبة وأولياء أمورهم ، بمعنى أن التعطيل جاء من المؤسسات الرسمية ، ،والحال كذلك على المؤسسة الحكومية تحمل ما قامت به ، وان تتحمل المسؤولية وان لا تلقي ذلك على عاتق و مسؤولية الناس ، فقد أقدمت المؤسسات المعنية على التوصية بتخفيف أجور المدارس الأهلية الى 10% ، وهذا بحد ذاته شكل صدمة لأولياء أمور الطلبة لأسباب عديدة ، أبرزها أنهم غير مسؤولين على دفع مبالغ لأمور لم تتم ، لأن التعطيل قسري تتحمله الحكومة التي من المفترض أن تعمد الى التعاون مع أولياء أمور الطلبة لتجاوز الأزمة وليس تحميلهم الأعباء، وقد دافعت الجهات المعنية عن المدارس الأهلية دفاعا مستميتا بعد أن التزمت المدارس الصمت لأنها تعرف أبعاد الأمور ، فاذا كانت المدارس الأهلية لديها أجور كهرباء لابد أن تدفعها وايجارات ، ونسب الى الوزارة ، وأجور المدرسين ، فان أولياء أمور الطلبة أيضا لديهم واجبات يدفعونها من ايجارات لبعضهم وأجور الكهرباء والتزامات اخرى فضلا عن متطلبات المعيشة ، فلا يجوز التبرير لمؤسسات هي أفضل حالا من المواطن ، واذا سلمنا جدلا في ذلك ، فان على الوزارة أن تلغي نسبتها تلك التي تدفعها المؤسسات التعليمية الأهلية  وبذلك يمكن التخفيف عن كاهل المواطن والمدارس ، وكان من المفترض أن تبادر الوزارة الى ذلك وان لاتجعل الامور عبارة عن اكراميات ، أو هبات تعطى من هذا الطرف أو ذلك وان يكون اجراء التربية مماثلا لاجراء التعليم العالي ، فالبلد يعاني والمواطن يعاني أكثر في مرحلة تعطلت الأعمال ، لذلك لابد من مراعاة ظروف المواطن ،  وان لايكون المواطن ضحية اجتهادات أو تعنتات يراد منها الايغال في تضييق الخناق على مواطن فرضت عليه الظروف أوضاعا صعبة ، ولم تكون هناك اجراءات تخفف عنه ، فهو قد تحمل الظروف لوحده ، وأن تكون النسبة مناصفة احقاقا للحق ، وانصاف الجميع في مرحلة تتطلب التضحية والتكافل ،

blog comments powered by Disqus