في غياب الرؤية الكاملة والمكتملة لا يمكن مطلقاً تحقيق تقدم في أي مجال يراد تطويره أو حل مشاكله ،وتكوين الرؤية لا يكون بالكلام أو التنظير وإنما بجهد عملي استقصائي ميداني تنبثق عنه تلك الرؤية التي يمكن من خلالها بناء إستراتيجية العمل ووضع الخطط وتهيئة مستلزمات الشروع بالبناء . فهل المسؤول يمتلك رؤية كاملة للملف الذي يضطلع به أو الملف الذي يطالب المواطن بإصلاحه ؟ كل ذلك يظهر من خلال خطوات العمل فالمشكلة الأكبر تكمن في فهم العمل ليس في معرفة العمل ، فالكثير يتحدث عن الفساد وضرورة محاربته ، والكثير يتحدث عن سوء الخدمات والمطالبة بتوفيرها . وهكذا القضايا الأخرى التي يتم الحديث عنها . ولكن لا احد يتحدث عن الآليات الحقيقية والعملية لتحقيق تلك الأهداف أو الإعلان عن الخطوات العامة والتفصيلية للعمل بها . مما يجعل الحديث عنها يأخذ بعداً تهكمياً وترفيا يضيف سلبيات أخرى على تلك التي تطبع في كثير من المظاهر التي يمقتها المواطن ويريد حلاً لها . فالدولة بما تمتلكه من إمكانات مسؤولة عن جميع الملفات ، في كل مفاصل الدولة ، وكل ضعف في أي مرفق تتحمل الجهات المختصة مسؤولية ذلك . ففي قطاع الكهرباء لازال المواطن يعاني ولا يوجد حل حقيقي لها لغياب الرؤية . ولعل هناك من يدعو إلى إعطاء عملية (جباية) الأموال إلى مستثمرين . لاقتطاع المبلغ من المواطن جراء خدمة منقوصة ، فلماذا لا يُعطى إنتاج الكهرباء لشركات مستثمرة إذا كان الغرض خدمة المواطن ، أما إعطاء الجباية لشركات بالاتفاق على كمية الوارد لمنطقة معينة فهذا سيثير الكثير من علامات الاستفهام ، فمن هو الذي يجبي ومن هو المستفيد ؟ ومن يفرض ذلك على المواطن ؟ وأين ستذهب أموال الجباية ؟ ومن يعوض المواطن عن الانقطاعات الكثيرة في فصل الصيف القادم وهي أكيدة ؟وهل سيتم رفع المولدات الأهلية . وهل سيدفع المواطن للحكومة وللأهلية مع تخفيض رواتبه . وإجراءات التقشف ؟جمع الضرائب وجباية الأموال لابد أن تكون لدعم الموازنة . ولكن على أسس واقعية لاتؤثر على المواطن . وتجعله الصيد السهل وترك الحيتان تسبح في بحور الفساد . لابد أن يتعاون الجميع لدعم البلاد وتوفير الحياة الآمنة المطمئنة للشعب ، وان لايتم تحميل المواطن أكثر من طاقته والسير بهدي إرشادات وتوجيهات المرجعية الرشيدة لأنها منهاج طريق الخير للبلاد والعباد وجعلها المعيار الحقيقي لأي عملية إصلاح .