إن ما قامت به السلطات السعودية من إعدام الشيخ النمر بعد أن قضى في سجونها مدة طويلة لا لشيء إلا لأنه طالب بحق مسلوب ، ورفض التهميش والإقصاء والفقر الذي فرضته سياسات المملكة على أبناء المنطقة الشرقية الذين يعيشون فوق بحيرة من النفط ،وكل خيرات البلاد في الأماكن التي يسكنوها فمارست ضدهم سياسة التهميش والإقصاء والتمييز الطائفي . هذا الاغتيال للشيخ النمر يعطي تأكيداً على أن التمييز الطائفي بلغ لدى ساسة المملكة ذروته وهمجيته وطار صوابهم في الآونة الأخيرة ،فبعد إتباعها نهجاً عدوانياً تجاه اليمن . البلد الفقير الذي يريد أن يعيش بأمن وسلام بعيداً عن الهيمنة السعودية شنت عليه عدواناً وجيشت عليه الجيوش فباءت بفشل وخسران ولم تحقق أهدافها ، يضاف إلى ذلك الفشل الكبير الذي لاقته في سوريا وانهزام محورها الطائفي ، وفشل سياستها في إقناع العالم بنهجها المعتدل بعد أن فضحها الإرهاب ومدارسه المتطرفة التي تنتشر بكثرة في السعودية، لاسيما أن المدرسة الدينية المتطرفةهي من تتحكم بمقاليد الأمور في هذه المرحلة من حيث إن التقارير تشير إلى إن الملك الجديد قد تربى على أفكارها . كل هذه الهزائم جعلها تقدم بوهج أعمى على قتل أبناء البلد من غير طائفة الحاكم والملك، تنفيساً عن اختناقها بسبب الهزائم . و لحرف مسار الأمور عن فشلها في أكثر من مكان . حتى ما أقدم عليه الإرهاب التي تدعي السعودية محاربته قد ضرب الحسينيات والمساجد لإتباع أهل البيت (ع) في المملكة . أن وصول الأمر إلى إراقة دماء الأبرياء ،وقتل العلماء ،يعطي الدليل القاطع على بدء العد التنازلي لهذه المملكة المنهارة من الداخل بسبب الصراعات داخل العائلة المالكة لاختطاف بعضهم البعض للمناصب وتسيد الأب والابن على كل مقاليد الأمور . إن قتل المعارض السلمي وتكميم الأفواه والذي كان ضحيته الشيخ النمر على الرغم من استنكار واستغراب وشجب العالم لهذا النهج فان المطلوب من المجتمع الدولي الوقوف بوجه النهج العدواني الذي تقوم به المملكة تجاه الشعوب والإفراد، وان لا يكتفي العالم بالشجب والمطالبة بفسح حرية التعبير وإنما فتح ملف حقوق الإنسان في المملكة . فلماذا يتحرك العالم لنصرة طائفة في سوريا ،والمطالبة بحقوق عرق أو طائفة في بلدان اخرى ويسكت العالم أمام غمط وتهميش طائفة كبيرة في السعودية والبحرين . ولماذا يدافع عن الشرعية المزعومة في اليمن ،ولا يدافع عن الشرعية االاكيدة في سوريا ؟ ان هذه الازدواجية لابد أن يتخلى عنها العالم ويتجه لنصرة الشعوب ،لان الجماهير أقوى من الطغاة ، لذلك انتصر الشيخ النمر يوم قتلوه وسينتصر نهجه لأنه نهج الحق والاعتدال .