مما لاشك فيه ان البلد يواجه ازمة اقتصادية ، وانه من المفترض ان يعمل المعنيون بهذا الملف على ايجاد الحلول المناسبة لحل الازمة ،التي اخذت بالاتساع من دون ان يلمس المواطن اثرا لذلك ، والمواطن تأثر كثيرا بالازمة الاقتصادية من حيث عدم وجود الخدمات بسبب انعدام التخصيصات ، وقضم جزء من قوته عن طريق الاستقطاعات ،وعدم ادراك المسؤول لمايعانيه المواطن ، فيصدر قرارات ليعالج مشكلته على حساب المواطن ،فيخلق مشكلة اخرى تضاف للمشكلات التي يعانيها البلد ، مما يعطي الانطباع الحقيقي ان المسؤول في واد والمواطن في واد اخر ، ولعل الدعوة الى الجباية بقدر ماهي اجراء صحيح في عمومه، ولكن غياب مقدماته الصحيحة سيخلق مشاكل جمة وردود افعال لاتحمد عقباها ، فهل توفرت الكهرباء بالشكل الجيد حتى يمكن ان يتم الطلب من المواطن ان يتعاون مع الجباية ؟ وهل ستحل مشكلة الاستثمار في الجباية مشكلة الكهرباء وسينعم بها المواطن ، وما هذه الشركات التي ستقوم بالجباية ؟ ففي الشتاء لم تستطع الوزارة ان توفر الكهرباء ، فكيف بالصيف ؟ هذه هي الهرولة الى الامام والقفز على المشاكل ،وقس على ذلك الماء الصالح للشرب ، والنظام الصحي والتعليمي ولاسيما المدارس وطرائق ادارة العملية برمتها مع مناهجها ، ومن هنا عادت المرجعية الدينية العليا لتؤكد على ضرورة معالجة الازمة الاقتصادية بعيدا عن القرارات المرتجلة وقال ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال خطبة الجمعة في الصحن الحسيني المقدس” ليعلم الجميع ان العراق يعيش أوضاعا مالية واقتصادية صعبة نتيجة للانخفاض المستمر لأسعار النفط الذي يشكل مدخوله المالي معظم وارداته للموازنة خاصة رواتب الموظفين ولايمكن تجاوز هذه المرحلة العصيبة باقل الخسائر الا بتكاتف الجميع وتعاونهم واتباع خطط علمية مدروسة يضعها آهل الخبرة والاختصاص بعيدا عن القرارات المرتجلة التي يمكن ان تحدث هزات اجتماعية خطيرة وتهدد المقومات الاساسية لمعيشة المواطن “.وتابع ان” اهتمام الحكومة بالملف الأمني ودفع خطر داعش لايبرر عدم الجدية والاهتمام الكافي من قبل الجهات المعنية في وضع سياسيات اقتصادية ومالية مناسبة بالاستعانة بالخبرات العراقية والعالمية لمعالجة الأزمة الراهنة بصورة صحيحة” فهذا كلام يغني وضوحا ولايتطلب تعليقا ، فبعد الاسف في الجمعة الماضية جاء التحذير من اتخاذ قرارات ارتجالية التي يمكن ان تحدث هزات اجتماعية خطيرة وتهدد المقومات الاساسية لمعيشة المواطن