بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
يستعد المئات من رعاة الاغنام في مناطق متفرقة من محافظة ديالى، لما يسمونه (طقوس ايلول)، المتوارثة منذ أجيال طويلة في حين يردد اغلبهم عبارة عمرها مئات السنين تحمل مفاهيم متعددة باتت اساس يجري اعتماده من جيل الى اخر في حين عبر بعض الرعاة عن مخاوفهم من انهيار مهنتهم في ظل عوامل متداخلة ساهمت في هجرة الكثير واعتمادهم على مهن اخرى لتامين مصادر رزق اسرهم. وقال برهومي احمد راعي اغنام يبلغ من العمر 43 عاما لانه” يزوال مهنة رعي الاغنام منذ كان عمره 6 سنوات ويمتلك خبرة واسعة في معرفة امراضها لدرجة بان الكثير ياتون اليه للاستشارة”.واضاف احمد وهو يقود قطيع اغنام يزيد عن 200 راس في بادية بلدروز 30كم شرق بعقوبة ان” الرعاة يستعدون لحلول شهر ايلول لان يمثل الحد الفاصل في الاجازة الصيفية التي تمتد لاكثر من شهرين من ناحية عدم رعي الاغنام في فترة الظهيرة بسبب ارتفاع درجات الحرارة والتي يكون تاثيرها سلبيا للغاية على الاغنام والرعاة معا”.وتضم ديالى مناطق واسعة معروفة بتربية ورعي الاغنام خاصة في بادية بلدروز ومندلي ومناطق اخرى وهي تعد من اهم مصادر تمويل الاسواق باللحوم.واضاف احمد ان” الاول من ايلول سيبدا الرعاة بالرعي على منذ الصباح وحتى المغيب دون توقف وهذا الامر سيتمر حتى منتصف حزيران العام المقبل”.وتابع احمد ان” رعي الاغنام ليست بالمهنة البسيطة وتحتاج الى وقت لكي تخلق لغة خاصة مع القطعان يمكن من خلال عبارات محددة ان تقود اعداد كبيرة من الاغنام دون أي جهد بدني وهذا ما افعله بالوقت الحالي”.اما شرهان عبيد وهو اقدم رعاة الاغنام ويبلغ من العمر نحو 60 عاما، قال”عند بداية ايلول نردد عبارة عمرها مئات السنين هي( عندما ياتي ايلول سيروا ولاتكيلون) في اشارة الى ان قيلولة الظهيرة تنتهي بمجرد حلول ايلول لان اشعة الشمس تصبح غير مؤذية للرعاة والاغنام”.واضاف عبيد انه” عمل لاكثر من نصف قرن في مهنة رعي الاغنام حتى اصيب ببعض الامراض دفعته الى الرقود في الفراش بعض الوقت لكن ابنائه هم من يرعون القطعان بالوقت الحالي لافتا الى” مهنة الرعي كانت مورد اساسي لاسرته لعقود طويلة وهي من ساهمت في بناء منزله الحالي وشراء مركبة”.وتابع عبيد ان” اجمل اوقات الرعاة هي في الربيع حيث كنا قبل سنين نرتحل من منطقة الى اخرى بحث الاعشاب الخضراء لكن الوقت اختلف وباتت بعض المناطق خطيرة بالوقت الحالي بسبب الاضطرابات الامنية وبروز المجاميع المتطرفة”.فيما ينظر سراي عبدالله راعي اغنام يبلغ من العمر 34 عاما بحسرة الى قطيع متواضع من الاغنام وهو يقول كان لدي اكثر من 300 راس اما الان فلم يتبقى سوى 80 بسبب الجفاف وقلة الدعم الحكومي والامراض الفتاكة”.واضاف عبدالله ان” اعداد قطعان الاغنام في ديالى بانخفاض مستمر للغاية خاصة بعد عام 2003 بسبب التهريب اضافة الى ان الكثير من الرعاة تركوا المهنة ولجوء الى مصادر رزق اخرى نتجية عدم قدرتهم على تحمل الضغوطات وقلة الدعم الحكومي”.
فيما اقر رئيس اللجنة الزراعية في مجلس ديالى حقي الجبوري ” بانخفاض واضح في حجم الثروة الحيوانية داخل المحافظة خلال العقد الماضي خاصة الاغنام نتجية اسباب متداخلة ابرزها الاضطرابات الامنية وهجرة الكثير لمهنة الرعي اضافة الى الامراض ومحدودية الدعم الحكومي”.واضاف الجبوري ان” الاف الاسر تعتمد منذ عقود طويلة على مهنة الرعي في مناطق متفرقة من ديالى باتت على شفا الفقر الحاد لان اغلبها ارغمت على بيع اغلب قطعانها “.واشار الجبوري الى ” اهمية تمنية الثروة الحيوانية في ديالى من اجل سد احتياجات الاسواق المحلية من اللحوم ما يؤدي الى توفير فرص عمل للكثيرين خاصة ابناء الريف في مهنة الرعي”.اما رئيس مجلس ناحية مندلي 80كم شرق بعقوبة ازاد شفي المندلاوي فقد اشار الى ان” تربية ورعي الاغنام من الموارد الاساسية للعديد من القرى الزراعية في مندلي منذ عقود طويلة لكنها تعاني من وجود اراض تحوي كميات كبيرة من الالغام تعود للحرب العراقية- الايرانية”.
واضاف المندلاوي ان” العشرات من رعاة الاغنام فقدوا حياتهم في السنوات الاخيرة بسبب الالغام التي تمثل ابرز التهديدات بالوقت الحالي”.
