Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

نفرح “للمجلس” و”تيار الحكمة”، كاضافات نوعية، ونقلق كاعداد اضافية

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 2:07 - 02/08/2017 - عدد القراء : 667

اعلن “تيار الحكمة” اسماء المكتب السياسي، وعقد برئاسة السيد الحكيم احتفالاً لمؤيديه بيّن فيه خطوطاً عامة للمشروع الوليد.. بالمقابل اعلنت “الهيئة القيادية للمجلس الاعلى” الشيخ همام حمودي رئيساً ووزعت المسؤوليات المختلفة بين قياديين بارزين فيه.. وتم توجيه رسائل تهدئة وتهنئة للطرفين، وبين الطرفين.. وتم التعامل مع المسائل العملية بروح حضارية وبسلاسة نسبية وتفهم عام متبادل، ويجب ان لا تشوهها بعض الاخطاء والتجاوزات الكلامية او المسلكية، وهو ما نهنىء الجميع عليه.

الوقوف مع الجميع، ليس وقوفاً على التل او تخلياً عن المسؤولية، كما يردد البعض، بل هو تحمل تبعات ما يراه المرء من موقف صحيح، في وضع وظرف محددين. والموقف الصحيح، قد يبدو غامضاً للبعض، لكنه -ان كان صحيحاً- سيؤكد نفسه تدريجياً. لم تفاجئني –شخصياً- هذه الاحداث. وقد ناقشتها تنظيمياً وعلناً مراراً، وترقبتها طويلاً، لذلك اتخذت موقفاً مبكراً بالعمل باساليب اخرى، استطيع عليها. وهو موقف لم تغيره التطورات الاخيرة، دون ان انكر على الاخرين العمل باساليب، يستطيعون عليها، سواء بتأكيد قناعاتهم واساليبهم، او بالعمل وفق قناعات واساليب جديدة.

الوقوف على التل يعني الوقوف بين الحق والباطل، والوطنية والخيانة، والعدل والظلم، والنزاهة والفساد، وقس على ذلك.. واننا جميعاً لا ندور مع كامل الحق، او كامل الباطل، ولو بنسب مختلفة في هذا الموضوع او ذاك السلوك. والمطلوب منا جميعاً، وكل من موقعه وتاريخه ومؤهلاته، تشجيع الحق والخير ومحاربة الخطأ والباطل اينما وجد.. فلا اعداء سوى الارهاب والعنف والاحتلال والظلم والفساد والفقر والجهل والمرض، الخ. وعدا ذلك كلهم اصدقاء قريبين وبعيدين، حاليين ومحتملين.. وهذه بعض الملاحظات:

  1. لابد ان ندرك جميعاً ان الجمهرة الواسعة لشعبنا غير مشغولة بخلافاتنا. وعليه يجب الحرص ان لا تكون التنظيمات والخلافات في واد وشعبنا وهمومه ومشاكله اليومية وتطلعاته المستقبلية في واد اخر. ورغم ان الخلافات داخل القوى السياسية امر طبيعي، لكنها يجب ان تكون محفزة للتواصل اكثر مع الشعب، ولان تقود في المحصلة لفرز الخطوط الصحيحة التي تنجح في خدمته وتقدمه وتأسيس مجتمع ودولة وحكومة ناجحة، ودحر الخطوط الخاطئة التي تحجز الطريق امامه لتحقيق ذلك، سواء بالخروج الى فضاءات جديدة، او بتجديد الفضاءات القديمة، او كليهما.
  2. ما سيُبنى الان في تيار وليد -كتيار الحكمة- سيحمله معه في نموه القادم، لذلك ضرورة الانتباه لسلامة اسس البناءات النظرية والتنظيمية، بدءاً من الرؤى المفاهيمية للمجتمع والدولة والفضاء الاقليمي والعالم، مروراً بمفهوم القيادة والعلاقات الداخلية، وصولاً لسلامة الروابط مع الاخر والشعب. فالهدف هو الشعب، كل الشعب، وليس الدوائر الخاصة والداخلية.
  3. لا تكفي عند مراجعة ما حصل بالنسبة لتنظيم مخضرم -كالمجلس الاعلى- ولشخصيات بارزة كشخصياته، التأكيد على المباني القديمة بمفردها.. فالارتكاز عليها دون التجديد في المفاهيم وادوات العمل لمواجهة التطورات الجارية والمستقبلية سيبرر ما حصل، وسيجدد حصوله مستقبلاً.
  4. ليس الاهم الشعارات وشكل عرض المواقف.. بل الاهم فاعلية الشعارات وحقيقة المواقف، وما تفرزه عملياً على ارض الواقع، وما تحدثه من نتائج ملموسة في حياة الناس. فليس الاهم ما نقوله عن انفسنا.. بل الاهم ما تقوله افعالنا ويقوله العقلاء والمنصفون وغير المتعصبين عنا. وليس الاهم ان يفهم كل الناس مواقفنا.. بل الاهم صحة المواقف ومآلاتها في نهاية المطاف.
  5. اذا تركنا الامور الشخصية والاعتبارية والانسانية حيث يمد الانسان يد الدعم والمساعدة للجميع، دون ان يعني ذلك تغطية الاخطاء او المداهنة في المواقف.. فان الواجب والمسؤولية يتطلبان استجلاء الحق لإتِباعه، ومن اي طرف جاء.. فلسنا بمعصومين لنفترض ان الحق يدور معنا حيثما درنا. صحيح ان الحياة تفرز قادة تاريخيين وقيادات مخضرمة وأباء مؤسسين، لكن بشرطها وشروطها. وبخلافه يجب محاربة ظاهرة “قومي رؤوس كلهم”، المسؤول عنها الشعب والقادة على حد سواء.. والتي اسست للنظم الدكتاتورية والسلوكيات الاستفرادية، ولمفاهيم الزعيم الاوحد، والحزب الاوحد، والقائد الاوحد، والقائد الضرورة، مما خرب مسارات وبناءات البلاد والعباد.

عادل عبد المهدي

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
23°
28°
Tue
27°
Wed
الافتتاحية