Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

أصداء..حقوق فكر بنّاء

مقالات ودراسات - د علي خليف - 5:09 - 14/04/2024 - عدد القراء : 152

الامم ترتقي بعلمائها ، من حيث ان بناء المجتمعات ينطلق من افكار وجهود العلماء الذين نذروا انفسهم خدمة للعلم الذي يرتقي بواقع الشعوب فتجدهم قد افنوا حياتهم في سبيل هذا الهدف المنشود بغض النظر عن التخصص فكل علم يكمل الاخر وكل جهد يعزز الاخر وهكذا تنتقل عملية بناء الإنسان إذا كان النتاج فكريا، وبناء البلدان إذا كان النتاج عمليا مع ان الجميع يستمد وجوده من الفكر الذي يحمله العالم العارف بواجبه تجاه بلده .
في ضوء ذلك فكل بلد لايضع العلم في موضعه الصحيح ولايوفر البيئة المناسبة للعيش لحملة الفكر والعلم ولاسيما في الوسط الاكاديمي فإن ذلك يؤشر خللا في البناء والتعامل ،ومن ثم يقود إلى غياب دور الاستاذ والأكاديمي والمعلم في خدمة مجتمعه فيصيب المجتمع الضعف والتدهور وانتشار مظاهر سلبية كثيرة ويطفو على السطح الجهل الذي يحمله اناس لايعيشون في ظل مناخ علمي وثقافي فيعملون على تدمير القيم والانتقاص من العلم وحملته وجعل البيئة العلمية بيئة طاردة ومهملة من دون اهتمام من قبل الجهات المعنية التي تعمل لكل الفئات إلا فئة الاستاذ والمعلم ولايمكن تبرير ذلك ، فيتم غمط حقوق هذه الفئة والتعدي على حقوقها ، والهرولة نحو استقطاب فئات اخرى لتنمو على حساب الفئات التي تحمل على عاتقها مسؤولية تنوير المجتمع ، بل هناك نهج لتدمير معاقل وصروح تمثل عنوانا بارزا في ميدان العلم بغض النظر عن العنوان والتخصص . فعندما تم اهمال الوسط التعليمي بان التصدع على المجتمع وانتشرت مظاهر الأمية واخذت المظاهر السلبية تنخر به ، ولايمكن لاي جهة ان تبني مجتمعا سليما وقويا سوى الفئة المتعلمة التي تمثل اساس كل مجتمع نيّر ، وفي خضم كل ذلك ، مالذي قدمته الجهات المعنية للملاكات التعليمية في البلاد من بيئة صالحة للعيش ؟. بالطبع لم تحصل الملاكات التعليمية في مختلف مراحلها المدرسية والأكاديمية على حقوقها في حين هناك من يرتع باضعافها وهو لايقدم مثلما تقدمه هذه الملاكات التي يراهن المسؤول على أخلاقيتها ، فهي لم تتظاهر او تقطع شارعا وكل ماتقوم به هو مناشدات بطرائق حضارية ولكن من دون جدوى ، وربما ستبقى حقوقها ضائعة لانها لاتجيد وسيلة لايصال صوتها سوى الخطابات والبيانات والمناشدات لان السلوكيات التي تؤثر على الوضع العام وتعطل حركة المجتمع ليست من منهجها لانها تبني المجتمع وتحث على ذلك وتحارب مظاهر الفوضى لان فكرها بنّاء وليس هدّاماً.
blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
21°
28°
Thu
31°
Fri
الافتتاحية